وقال مجاهد : صدّق بالجنة (١).
وقال قتادة : صدّق بالثواب على عمله (٢).
(فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) أي : فسنهيؤه ونوفّقه ونسهّل عليه أسباب الخير ، حتى تكون الطاعة أيسر الأمور عليه.
قال عروة بن الزبير : أعتق أبو بكر على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقبات ، بلال سابعهم ، عامر بن فهيرة شهد بدرا وأحدا ، وقتل يوم بئر معونة شهيدا ، وأم عبيس ، وزنّيرة ، فأصيب بصرها حين أعتقها ، فقالت قريش : ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى ، فقالت : وبيت الله ما تضر اللات والعزى ولا تنفعان ، فردّ الله إليها بصرها ، وأعتق النهديّة وابنتها ، [وكانتا](٣) لامرأة من بني عبد الدار ، فمرّ بهما وقد بعثتهما سيدتهما تطحنان لها وهي تقول : والله لا أعتقكما أبدا ، فقال أبو بكر : [حل](٤) يا أم فلان ، قالت : حلّ ، أنت أفسدتهما فأعتقهما ، قال : فبكم هما؟ قالت : بكذا وكذا ، قال : قد أخذتهما وهما حرّتان ، ومر أبو بكر بجارية من بني نوفل وكانت مسلمة ، وعمر بن الخطاب يعذّبها لتترك دين الإسلام وهو يومئذ مشرك وهو يضربها ، حتى إذا ملّ قال : إني أعتذر إليك ، إني لم أتركك إلا ملالة ، فابتاعها
__________________
(١) أخرجه مجاهد (ص : ٧٦٥) ، والطبري (٣٠ / ٢٢٠). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٥٣٥) وعزاه للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٢٠) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٤٤٠) ولفظهما : صدّق بموعود الله على نفسه.
(٣) في الأصل وب : وكانت. والتصويب من السيرة النبوية (٢ / ١٦١).
(٤) في الأصل وب : خلا. والتصويب من السيرة النبوية (٢ / ١٦١). وكذا وردت في الموضع التالي.
ومعنى حل : يريد : تحللي من يمينك واستثني فيها.