الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(١١)
وفي الصحيحين من حديث جندب قال : «قالت امرأة من قريش لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما أرى شيطانك إلا قد ودّعك ، فنزلت : (وَالضُّحى * وَاللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(١).
والمرأة : هي أم جميل ، امرأة أبي لهب.
والمراد بالضحى : وقت الضحى ، وهو صدر النهار.
وقال الفراء (٢) : النهار كلّه.
وقرّره غيره بقوله : (أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى)(٣) [الأعراف : ٩٨] في مقابلة قوله : (بَياتاً).
(وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) قال ابن عباس : أظلم (٤).
وقال قتادة : سكن (٥) ، يعني : استقر ظلامه ، فلا يزداد بعد ذلك.
وقال الأصمعي : سجوّ الليل : تغطية النهار (٦).
وقال الزمخشري (٧) : " سجى" : سكن وركد ظلامه.
__________________
(١) أخرجه البخاري (٤ / ١٩٠٦ ح ٤٦٩٨) ، ومسلم (٣ / ١٤٢٢ ح ١٧٩٧).
(٢) معاني الفراء (٣ / ٢٧٣).
(٣) في الأصل زيادة قوله : وهم.
(٤) ذكره الماوردي (٦ / ٢٩١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٩ / ١٥٦).
(٥) أخرجه الطبري (٣٠ / ٢٣٠). وذكره السيوطي في الدر (٨ / ٥٤١) وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
(٦) انظر : لسان العرب (مادة : سجا) ، والوسيط (٤ / ٥٠٨).
(٧) الكشاف (٤ / ٧٧٠).