(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)(٨)
قال الله تعالى : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) وقرأ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وابن عباس والشعبي : [" أألهاكم"](١) بهمزتين مقصورتين ، على الاستفهام ، بمعنى الإنكار والتوبيخ (٢).
والمعنى : شغلكم التفاخر بكثرة الرجال الأشراف ، ويدخل في ذلك : التكاثر بالأموال والأولاد.
(حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) فعدّدتم من فيها من أشرافكم.
وقيل : المعنى : حتى أدرككم الموت على تلك الحال.
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن الشخير أنه قال : «انتهيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) قال : يقول ابن آدم : مالي مالي ، ومالك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت؟» (٣).
قوله تعالى : (كَلَّا) ردعّ لهم ولكل عاقل عن أن يجعل ذلك وما أشبهه من أمور الدنيا الحائلة الزائلة أكبر همّه ومبلغ علمه.
ثم توعدهم فقال : (سَوْفَ تَعْلَمُونَ).
__________________
(١) في الأصل : ألهاكم. والتصويب من ب.
(٢) انظر هذه القراءة في : زاد المسير (٩ / ٢١٩) ، والبحر المحيط (٨ / ٥٠٦).
(٣) أخرجه مسلم (٤ / ٢٢٧٣ ح ٢٩٥٨). ولم أقف عليه في صحيح البخاري.