الطائف معسكر سلطانى يستوعب أربعة فرق من الجنود ، وستة مساجد صغيرة ، وفى الجهة الغربية من المدينة مسجد كبير ، وستة جوامع وحرم شريف واحد ، ومدرسة كبيرة ، وأربع مدارس للصبيان صغيرة ، وسبيل ومنزل للمدير ، ودائرة الولاية ، وعشرة قصور صيفية ومائتا دكان ، وقلعة ، وسور ، وتسعة مخابز ، وعشرة دكاكين للجزارة ، ومذبحان ، وحمام واحد ، وثلاثة أحواض ، ومقابر عبد الله بن عباس والطيب والطاهر من خدام الرسول صلى الله عليه وسلم فى ساحة الحرم الشريف السالف الذكر. وفى مقابل الباب الذى فى الجهة الغربية من الحرم الشريف وخارج السور مقبرة زيد بن ثابت كاتب وحى النبى صلى الله عليه وسلم (١).
وفى مكان يسمى وهد الأهالى يطلقون عليه «وحاد» وعلى بعد ساعة ونصف قبر سيدنا عكرمة من أجلة الأصحاب الكرام.
وبما أن (وج) بن عبد الحى وهو رجل من العماليق جاء إلى أراضى الطائف من قبيلته ، وتوطن فيها ظل اسم الوادى ، الذى يقع بين جبلين والذى يطلق عليهما المحترق وأصجدين ، ظل يحمل اسم هذا الرجل ويعرف بوادى «وج» وقد حرم هذا الوادى من قبل النبى صلى الله عليه وسلم قبل غزوة الطائف.
وجاء سبب تحريم وادى وج فى حديث رواه أبو داود بسنده عن عروة بن الزبير ، عن الزبير ، قال : لّما أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليّة (٢) حتى إذا كنّا عند السّدرة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طرف القرن الأسود حذوها ، فاستقبل نخبا (٣) ببصره ، وقال مرة : واديه. ووقف حتى اتّقف (٤) الناس كلهم ، ثم قال : «إنّ
__________________
(١) هذا الشخص أستاذ عبد الله بن عباس.
(٢) ليه : بكسر اللام وتشديد الياء المثناة جبل قرب الطائف مرّبه النبى صلى الله عليه وسلم عند انصرافه من حنين يريد الطائف ، وأمر وهوبه بهدم حصن مالك بن عوف قائد غطفان.
(٣) نخب : اسم واد بالطائف.
(٤) قوله : «اتّقف الناس» أى حتى وقفوا. اتقف مطاوع وقف تقول : وقفته فاتّقف مثل وعدته فاتّعد. والأصل فيه اوتقف فقلبت الواو ياء لسكونها وكسر ما قبلها ثم قلبت الياء تاء وأدغمت فى تاء الافتعال» أ. ه. انظر لسان العرب مادة «وقف» ص ٤٩٠٠ ط. دار المعارف.