صيد وجّ وعضاهه حرام محرّم لله». وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره لثقيف (١).
وبجانب هذا الوادى شجرة سدر ، ومن المحتمل أن تكون هذه الشجرة المشقوقة التى ذكرها المؤرخ المطرى.
وبعد انقراض العمالقة سكن الطائف آل ثمود وجعلوها وطنا لهم ، واستولى عليها بنو ثقيف فيما بعد واستوطنوا فيها.
لما كانت أرض الطائف أكثر ارتفاعا عن مكة المفخمة ، فتقل درجة حرارة الطائف عن مكة المكرمة ست أو سبع درجات ويجود هواؤها ، لأجل ذلك يصعد أهل مكة معظمهم إلى الطائف عند ما تشتد الحرارة فى أشهر الصيف ويقيمون هناك إلى أن تزول الحرارة.
ودرجة حرارة بلدة الطائف فى أواخر شهر أبريل تصل فى الأماسى إلى ١٧ درجة ، وفى الصباح إلى ١٨ درجة ، وفى أوائل شهر مايو تبلغ درجة الحرارة إلى ٢٣ درجة ، وترتفع أحيانا إلى ٢٤ درجة ، ويبرد الهواء فى ليالى هذه الأشهر فلا يمكن الوقوف فى الأماكن المكشوفة بدون ملابس ثقيلة. وليس فى الأقطار الحجازية مكان أبرد من الطائف حتى إن الماء يتجمد شتاء فى نفس الطائف ، أو فى القرى الكائنة على سطح الجبل المذكور.
إن أطراف بلدة الطائف اللطيفة والقرى الواقعة فى الجبل أماكن مليئة بالحدائق والبساتين. يوجد فيها جميع أنواع الفواكه ، ولا سيما أنواع وأجناس العنب وخاصة أجود أنواع عنب جاويش والتين الإفرنجى ، وجميع أنواع الخوخ والتوت الشامى ، والتين والمشمش والبرقوق والبلح والليمون ، والرمان وأنواع أخرى من الفواكه التى تجود فى هذه الأماكن. ومياهها ألطف وأعذب مياه البلاد الحجازية ، وألطفها «ماء سلامة». كان هذا الماء يأتى من جبل خلف (المثنى) ، ولكن لشدة الأسف خرب مجراه ولم يصلح فاختفى وأصبح أثرا بعد عين.
__________________
(١) الحديث أخرجه أبو داود فى الحج (المناسك) (٩٥) باب فى مال الكعبة ، حديث رقم (٢٠٣٢) ، ٢ / ٢١٥ ـ ٢١٦. ط دار الفكر.