أمله ، كل ذلك بالنظر لآثار أقدامه. وبناء على هذا لا يتتبع آثار ذلك الرجل ويصدق ما قاله القصاص. ويعاقب صاحب الآثار الذى ارتكب الجرائم وفق قانون الجزاء والمؤاخذة بعد إجراء التحقيقات.
وإذا وجد قصاص مشهور فى قرية ما أو فى قبيلة ما فلا يتجرأ أحد من تلك القرية أو القبيلة على السرقة.
لما كان أحد القصاصين قد برع فى فن تتبع آثار الأقدام واكتسب مهارة عظيمة فكان اللصوص لا يتجرءون على السرقة ليس فى قرية ذلك القصاص فقط بل حتى فى القرى المجاورة لقريته. وأراد أحد البدو أن يجرب مدى علم هذا الرجل فحاصره فى ليلة حالكة الظلام وضربه بعصا حتى أغمى عليه ووقع على الأرض ، ولما أفاق المضروب بعد ساعة نظر إلى آثار أقدام الضارب ولكنه لم يستطع أن يتبينها لشدة ظلام الليل ، وظل فى مكانه حتى الصباح وفى الصباح عاين الآثار بدقة فى ضوء النهار وعلم أن صاحب الآثار قد عاد إلى منزله ، ولما كان صاحب دكان شغل بعمله. ولكنه كان يزن كل من يمر من أمام دكانه بميزان الملاحظة والمقايسة.
وبعد هذه الحادثة بثلاث سنوات بينما كان جالسا فى دكانه وثب فجأة وضرب رأس أحد أبناء السبيل بعصا وأوقعه على الأرض. وقال للذين سألوا عن سبب ذلك : «كان هذا الرجل ضربنى قبل ثلاث سنوات فى المكان الفلانى على رأسى بعصا وأوقعنى على الأرض ليلا وفر. وإننى كنت نقشت أثر الرجل فى ذاكرتى.
وكان أثر قدم هذا الرجل مطابقا تماما للأثر الذى فى ذهنى لأجل ذلك ضربت الرجل بعصا مقتصا منه».
ولما سئل المضروب قال : «نعم كنت قد تجرأت قبل هذا بثلاث سنوات على ارتكاب هذا الفعل لأجربه فى مدى مهارته فى فن تتبع الآثار». انتهى.
وفى الواقع أن فن تتبع الآثار قديم بين القبائل العربية ، وقد ذكر فى كتب