ما أكلت طعاما قط أنظف منه ولا أطيب منه ، فلما فرغنا من الطعام قال : يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا؟ قلت : جعلت فداك ما رأيت أنظف منه قط ولا أطيب ، ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله : « لتسئلن يومئذ عن النعيم » فقال أبوجعفر عليهالسلام : لا ، إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق. « ص ٣٩٩ ـ ٤٠٠ »
٢٥ ـ شى : عن أبي إسحاق قال : سمعته يقول : في « سوء الحساب » لا يقبل حسناتهم ويؤاخذون بسيئاتهم.
٢٦ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : « ويخافون سوء الحساب » قال : يحسب عليهم السيئات ، ويحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.
٢٧ ـ شى : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله تعالى : « ويخافون سوء الحساب » قال : الاستقصاء والمداقة ، وقال : يحسب عليهم السيئات ، ولا يحسب لهم الحسنات.
بيان : لا يحسب لهم الحسنات لعدم إتيانهم بها على وجهها ولاخلالهم بشرائطها كحسنات المخالفين ، فإن من شرائط صحة الاعمال ولاية أهل البيت عليهمالسلام فلذا لا يقبل منهم أعمالهم ، ولعل ما في الخبر السابق من محاسبة الحسنات لبعض فساق الشيعة.(١)
٢٨ ـ شى : عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عيه السلام أنه قال لرجل : يافلان مالك ولاخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه حق فاستقصيت منه حقي ، قال أبوعبدالله : أخبرني عن قول الله : « ويخافون سوء الحساب » أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة.
٢٩ ـ قال محمد بن عيسى : وبهذا الاسناد أن أبا عبدالله عليهالسلام قال لرجل شكاه بعض إخوانه : ما لاخيك فلان يشكوك؟ فقال : أيشكوني أن استقصيت حقي؟! قال : فجلس مغضبا ثم قال : كأنك إذا استقصيت لم تسئ؟! أرأيت ما حكى الله تبارك وتعالى :
____________________
(١) يحتمل قويا نظرا إلى اتحاد الراوى والمروى عنه والمضمون وحدة الخبرين وأن الحديث زيدت فيه كلمة « لا » أو نقصت.