٧ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي بن عاصم ، عن سليمان ابن داود ، عن حفص بن غياث قال : كنت عند سيد الجعافرة جعفر بن محمد عليهالسلام لما أقدمه المنصور فأتاه ابن أبي العوجاء وكان ملحدا فقال له ، ما تقول في هذه الآية : كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها هب هذه الجلود عصت فعذبت فما ذنب الغير؟ قال أبوعبدالله عليهالسلام : ويحك هي هي وهي غيرها ، قال : أعقلني هذا القول ، فقال له : أرأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبلها ثم ردها إلى هيئتها الاولى ألم تكن هي هي وهي غيرها؟ فقال : بلى أمتع الله بك. « ص ٢٠ »
٨ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أراد الله أن يبعث أمطر السماء على الارض أربعين صباحا فاجتمعت الاوصال ونبتت اللحوم ، وقال : أتى جبرئيل رسول الله صلىاللهعليهوآله فأحذه فأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوت بصاحبه فقال : قم بإذن الله ، فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : الحمدلله والله أكبر ، فقال جبرئيل : عد بإذن الله ، ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول ، يا حسرتاه يا ثبوراه ، ثم قال له جبرئيل : عد إلى ما كنت بإذن الله ، فقال : يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة ، والمؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى.
____________________
*مجموع الاجزاء والاعضاء فقط ولهذا أشكل أمر العينية عليهم مع تبدل بعض الاعضاء والاجزاء وهو السبب في نسبة ابن أبى العوجاء المعصية إلى الجلود ثم الاعتراض بالعذاب مع التبديل بأنه عذاب لغير العاصى. ومحصل ما اجاب به عليهالسلام أن المعصية للانسان لا لاجزاء بدنه بالضرورة فالعاصى هو الانسان لا جلده فالمعذب هو الانسان « وهو الروح » لكن بواسطة الجلد ، والجلد الثانى وان كان غير الجلد الاول إذا اخذا وحدهما لكنهما من جهة أنهما جلدا الانسان واحد يعذب به الانسان فهو هو وليس هو ، ثم مثل عليهالسلام باللبنة فاعقله أن الموضوع الجوهري فيها هو المقدار المأخوذ من الطين الكذائى المتشخص بنفسه وشكل اللبنة عارض عليه ومن توابع وجوده وإذا قيس الشكل إلى الشكل كان غيره واذا اخذا من حيث انهما لللبنة كنا واحدا فالانسان « وهو الروح المعبر عنه بأنا » هو الاصل المتشخص بنفسه بمنزلة جوهر اللبنة ، والاعضاء والاجزاء من جلد ولحم ودم وغيرها بمنزلة الاشكال الطارئة على اللبنة وهي تتشخص بالاصل لا بالعكس. ط