سعيد بن جبير : العصب والعقب ، وقال أبوالعالية : محاسن الوجه « تدعو من أدبر وتولى » يعني النار تدعو إلى نفسها من أدبر عن الايمان وتولى عن طاعة الله وطاعة رسوله أي لا يفوتها كافر ، فكأنها تدعوه فيجيئها كرها ، وقيل : إن الله تعالى ينطق النار حتى تدعوهم إليها ، وقيل : معناه : تدعو زبانية النار ، وقيل : تدعو أي تعذب ، رواه المبرد عن الخليل قال : يقال : دعاك الله أي عذبك.
وفي قوله : « كأنهم إلى نصب يوفضون » : أي كأنهم يسعون فيسرعون إلى علم نصب لهم ، وقيل : كأنهم إلى أوثانهم يسعون للتقرب إليها « ترهقهم ذلة » أي تغشاهم. وفي قوله سبحانه : « يوم ترجف الارض والجبال » : أي تتحرك باضطراب شديد « وكانت الجبال كثيبا مهيلا » أي رملا سائلا متناثرا عن ابن عباس ، وقيل : المهيل : الذي إذا وطأته القدم زل من تحتها ، وإذا أخذت أسفله انهار أعلاه ، والمعنى أن الجبال تنقلع من اصولها فتصير بعد صلابتها كالرمل السائل.
وفي قوله : « يجعل الولدان شيبا » : هو جمع أشيب ، وهذا وصف لذلك اليوم و شدته ، كما يقال : هذا أمر يشيب منه الوليد وتشيب منه النواصي : إذا كان عظيما شديدا ، والمعنى : بأي شئ تتحصنون من عذاب ذلك اليوم إن كفرتم؟ وكيف تدفعون عنكم ذلك؟ « السماء منفطر به » الهاء يعود إلى اليوم ، والمعنى : أن السماء تنفطر وتنشق في ذلك اليوم من هوله ، وقيل : بسبب ذلك اليوم وهوله وشدته « كان وعده مفعولا » أي كائنا لا خلف فيه ولا تبديل.
وفي قوله تعالى : « فإذا برق البصر
» أي شخص البصر عند معاينة ملك الموت
فلا يطرف من شدة الفزع ، وقيل : إذا فرع وتحير لما يرى من أهوال القيامة وأحوالها
« وخسف القمر » أي ذهب نوره وضوؤه « وجمع
الشمس والقمر » أي جمع بينهما في ذهاب
ضوئهما بالخسوف ليتكامل ظلام الارض على أهلها حتى يراهما كل أحد بغير نور
وضياء ، وقيل في طلوعهما من المغرب كالبعيرين القرينين « يقول الانسان » المكذب
بالقيامة « يومئذ أين المفر » أين الفرار ، ويجوز أن يكون معناه : أين موضع الفرار
« كلا
لا وزر » أي لا مهرب ولا ملجأ لهم يلجؤون إليه ، والوزر : ما يتحصن به من جبل أو