ثم أثنت عليه إنس وجنّ |
|
وعلى مثله يحق ثناها |
وإلى طبه الإلهي باتت |
|
عللل الدهر تشتكي بلواها |
كيف لا تشتكي الليالي إليه |
|
ضرها وهو منتهى شكواها (١) |
إذاً فمن واجب شكره تعظيم ذريته الطاهرة ( فإن المرء يحفظ في ولده ) على أن أولئك النفر البيض دعاة إلى مبدأ الحق سبحانه المهيمن على البشر بوجودهم ، دعاة إليه بألسنتهم ، دعاة بأقلامهم ، دعاة بنظمهم ونثرهم ، دعاة بخطبهم ، دعاة بفواضلهم وفضائلهم ، دعاة بأخلاقهم وأعمالهم ، وإذا فات البعض منهم بعض الفواضل والدعوات فلا يفقد الآخر مجموعها فأي أحد من الأمة يلتفت إلى أن المشرف لهم هو نبي الرحمة المنتشل للبشر عن مهاوي السقوط والضعة فلا يذعن بأن الواجب في شريعة الحفاظ الخضوع لذريته كرامة لذلك الجذم الأقدس والشجرة الطيبة التي أظلت العالم بفيئها الوارف .
ومن ذا الذي يجد في آحاد منهم ما يتناسب مع منبتهم الكريم من الخلق الطيب فلا يعتقد أن هذا مما عرقه فيه ذلك المنقذ الأكبر (ص) ولا يروقه إلا التحلي بما استحسنه منهم ، وأما الذين حصلوا على أصلهم الطاهر بشيء من دعوة اللسان والسنان فغناؤهم أوفر ، واستفادة الأمة بهم أكثر .
____________________
(١) من قصيدة ملا محمد كاظم الأزري البغدادي التميمي ، المولود في بغداد سنة ١١٤٣ ، والمتوفى ببغداد غرة جمادى الاول سنة ١٢١١ هـ ، تبلغ ألف بيت من غرر الشعر تضمنت كرامات النبي (ص) ومغازيه ومواقف الوصي علي (ع) ، فيها طبعت مع تخميسها للشيخ جابر الكاظمي في النجف المطبعة الحيدرية .