والقصة في هذا أن نصر بن مجلى من أهل السنة رأى علي بن أبي طالب في المنام فقال له : إنكم لما فتحتم مكة قلتم : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم ، فقال له : أما سمعت أبيات ابن الصيفي في هذا ، قال : لا ، فقال : اسمعها منه ولما استيقظ بادر إلى الحيص بيص فسأله عن الأبيات وحكى له الرؤيا فأجهش بالبكاء وحلف بالله انه نظمها في ليلته وما سمعها منه أحد (١) .
ومن يقرء قصة زواج مصعب من سكينة في عيون الأخبار لابن قتيبة ج ١ ، ص ٢٥٨ يتجلى له أنها من الخيالات ، وهو وإن أثبتها مرسلة إلا أنها لا تعد ، والزبير بن بكار وابن أخيه مصعب وثالثهم عروة بن الزبير لأن أبا الفرج في الأغاني أسندها إليهم .
وأغرب منه ما يرويه أبو منصور البغدادي عن المدائني عن مجالد عن الشعبي أن سكينة نشزت على زوجها عبد الله بن عثمان بن حزام فشكتها أمه رملة بنت الزبير بن العوام إلى عبد الملك (٢) .
وليته نظر قبل أن يسجل هذه الفرية في نص ابن معين ويحيى ابن سعيد وغيرهم من علماء الرجال عما ذكروه في حق ( مجالد ) فيعرف توقفهم عن رواية أحاديثه وإعراضهم عن جميع مروياته ثم
____________________
(١) الأبيات مع القصة في شذرات الذهب لابن العماد لابن العماد الحنبلي ج ٤ ، ص ٢٤٧ ، حوادث سنة ٥٧٤ ، ومعجم الأدباء لياقوت ج ١١ ، ص ٢٠٦ ، ووفيات الأعيان لابن خلكان بترجمته ، وفي البداية لابن كثير ج ١٢ ، ص ٣٠١ توفي ببغداد / ٥ شعبان سنة ٥٧٤ ودفن بباب التبن وليس له عقب .
(٢) بلاغات النساء ص ١٤٦ طبع النجف .