الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) قال الشامي : نعم وأنتم هم ؟ فقال الإمام (ع) : نعم ، فبكى واستغفر (١) .
فدل هذا على معروفية المعنى المتبادر من لفظ القربى بين الناس في ذلك الزمن القريب من عهد النزول ، ولو كان لغير هذا المعنى نصيب من الواقع لما صدر من المعصومين الاستشهاد بالآية على كونها فيهم ، ولما سكت من سمع الخطاب عن النقاش .
وفي هذا يقول محيي الدين العربي :
رأيت ولائي آل طه فريضة |
|
على رغم أهل البعد يورثني القربى |
فما طلب المبعوث أجراً على الهدى |
|
بتبليغه إلا المودة في القربى (٢) |
وحينئذ فلا موقع للإشكال على الآية بأنَّ طلب النَّبي الأجر على تبليغ الوحي لا يليق بمقام الأنبياء ، مع أنهم صارحوا بنفي الأجرة على التبليغ ففي الحكاية عن نوح (ع) ( فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) (٣) وعن هود وصالح ولوط وشعيب (٤) (ع) ( مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وفي الحكاية عن نبينا الأعظم (ص) : ( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ) (٥) وقوله : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ) (٦) .
____________________
(١) تفسير روح المعاني للألوسي : ج ٢٥ ، ص ٣١ ، والصواعق المحرقة : ص ١٠١ ، ومقتل الخوارزمي : ج ٢ ، ص ٦١ ، وتفسير ابن كثير : ج ٤ ، ص ١١٢ .
(٢) شرح الزرقاني على المواهب اللدينة : ج ٧ ، ص ٩ ، والصواعق المحرقة : ص ١٠١ .
(٣) سورة يونس ، الآية ٧٢ .
(٤) سورة الشعراء ، الآيات ١٠٩ و ١٢٧ و ١٤٥ و ١٦٤ و ١٨٠ .
(٥) سورة سبأ ، الآية ٤٧ .
(٦) سورة الأنعام ، الآية ٩٠ .