وهو يعلم أن ما يفعله على وفق المصلحة الواقعية التي ارتضاها رب العالمين ونصت به الصحيفة المخصوصة به .
أليس هو القائل لجابر الأنصاري لما قال له :
ألا تصالح كما صالح أخوك الحسن ؟
فقال الحسين :
إن أخي فعل بأمر من الله ورسوله وأنا أفعل بأمر من الله ورسوله .
ألم يكن الأصلح للحسين مداراة أخيه المجتبى والتسليم له ـ لو صدقت المزاعم والأوهام ـ ويكون كعبد الله بن جعفر لما أبدى له الإمام نظرية الصلح فخضع لرأيه وسلم له ، أمن الجائز أن يكون عبد الله أعرف بحكم الوقت من السبط الشهيد ؟
ويحدث ابن شهرآشوب في المناقب ج ٢ ، ص ١٤٣ طبع إيران أن الحسين ما تكلم بحضرة الحسن إعظاماً له ، ولا تكلم محمد بن الحنفية بحضرة الحسين إعظاماً له ، وفي مشكاة الأنوار للطبرسي ص ١٥٤ كان أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) يقول : ما مشى الحسين بين يدي الحسن قط ولا بدره بمنطق قط إذا اجتمعا تعظيماً وإجلالاً له .
فهل يجوز العقل مع هذه الآداب الإلٰهية أن يخالف سيد الشهداء أخاه حجة الوقت ويخطئ رأيه ، مع علمه بأنه لا يفعل إلا وفق المصلحة الربوبية .