فإن العقيلة زينب الكبرى هي المتكفلة بحياطة الحرم وحفظهم وكلاءتهم فلا تستطيع أن تفارقها بتلك البيداء المقفرة من دون عاطف ولا متحنن وهي امرأة عزلاء لا حامي لها ولا كفيل .
وكيف كان ففي تلك السنة التي عاشت فيها خطبها الأشراف فأبت ، وقالت : ما كنت لأتخذ حماً بعد رسول الله (ص) (١) .
وحق لها إذا امتنعت من التزويج فإنها لا ترى أي أحد يوازي سيد شباب أهل الجنة لتحظى به أو أن هناك من يباري من هو من النبي (ص) بمنزلة هارون من موسى (ع) لتفوز بمصاهرته :
من يباريهم وفي الشمس معنى |
|
مجهد متعب لمن باراها |
قادة علمهم ورأي حجاهم |
|
مسمعاً كل حكمة منظراها |
ورثوا من محمد سبق أولا |
|
ها وحازوا ما لم تحز أخراها |
وهم الأعين الصحيحات تهدي |
|
كل عين مكفوفة عيناها |
كم لهم ألسن عن الله تنبي |
|
هي أقلام حكمة قد براها |
لم يكونوا للعرش إلا كنوزاً |
|
خافيات سبحان من أبداها (٢) |
على أن الرواية جاءت عن أمامة بنت زينب ربيبة رسول الله (ص) ، وكانت في عداد أزواج أمير المؤمنين عنه (ع) أن أزواج النبي (ص) والوصي (ع) لا يتزوجن بعده فلم تتزوج امرأة ولا أم ولد بعد أمير المؤمنين عملاً بهذا الحديث (٣) .
____________________
(١) تذكرة الخواص ص ١٥٠ ، وابن الأثير ج ٤ ، ص ٣٦ ، والأغاني ج ١٤ ، ص ١٥٨ .
(٢) من ألفية ملا كاظم الأزري .
(٣) المجلسي في البحار ج ٩ ، ص ٦٢١ عن قوت القلوب .