تنعى ليوث البأس من فتيانها |
|
وغيوثها إن عمت البأساء |
تبكيهم بدم فقل بالمهجة الحرَّى |
|
تسيل العبرة الحمراء |
ناحت فلما غضضت من صوتها |
|
بزفيرها أنفاسها الصعداء |
حنت ولكن الحنين بكى وقد |
|
ناحت ولكن نوحها إيماء |
ولما أعلمتها بعض جواريها بأن السويق يسيل الدمعة أمرت أن يصنع السويق ، وقالت إنما نريد أن نقوى على البكاء (١) .
ويقول ابن كثير توفيت الرباب بنت أنيف امرأة الحسين بن علي (ع) في سنة ٦٢ وكانت حاضرة أهل العراق إذ هم يعدون في السبت أو الجمعة على زوجها الحسين بن علي ابن بنت رسول الله (٢) .
ولدت الرباب من الحسين (ع) سكينة وعبد الله فأما عبد الله فقتل رضيعاً في حجر أبيه يوم الطف وذلك لما قتل أهل بيته وصحبه وبقي وحده استسلم للقضاء الإلٰهي بذبحه مظلوماً ممنوعاً من الورود .
وجاء إلى عياله يودعهم ويأمرهم بلبس الأزر والصبر على ما يحل بهم من البلاء وعرفهم بأن الله تعالى يجعل عاقبة أمرهم إلى خير ويعذب عدوهم بأنواع العذاب .
ثم دعا بولده الرضيع يودعه فأتته زينب بابنه عبد الله فأجلسه في حجره يودعه ويقبله (٣) ويقول :
بعداً لهؤلاء القوم إذا كان جدك المصطفى خصمهم (٤) .
____________________
(١) البحار للمجلسي ج ١٠ ، ص ٢٣٥ عن الكافي .
(٢) البدايةج ٨ ، ص ٢١٧ .
(٣) اللهوف ص ٦٥ .
(٤) البحار ج ١٠ ، ص ١٠٣ .