ومن خصمه الله أدخله النار (١) .
وبهذه العناية يكون المعنى الثالث للفظ القربى في آية المودة وهو تقرب الأمة إلى الله تعالى بالطاعة لازماً لمودة أهل البيت لكونها محبوبة للرسول ومحبوبة لله سبحانه ، وهذا عين الطاعة إليه جل شأنه .
فالرسول الأعظم لم يسال الأمة مالاً عوض تحمله المشاق في سبيل هدايتهم وإنقاذهم من مخالب الضلال والعمى ، والإرشاد إلى ما فيه حياتهم وجمع شملهم حتى يشكل عليه بعدم المناسبة لمقام النبوة والرسالة ، وإنما طلب منهم ما يعود نفعه إليهم ، وبه يستوجبون شمول العطف الإلٰهي ألا وهو مودة أهل بيته وقرباه وهم : ( علي وفاطمة والحسن والحسين وذريتهم ) وتفسير القربى بأهل البيت رواه الألوسي عن زاذان عن علي (ع) قال وإليه يشير الكميت الأسدي :
وجدنا لكم في آل حم آية |
|
تأولها منا تقيّ ومعرب |
ولله در السيد عمر الهيتي أحد الأقارب المعاصرين حيث يقول :
بأية آية يأتي يزيد |
|
غداة صحائف الأعمال تتلى |
وقام رسول رب العرش يتلو |
|
وقد صمت جميع الخلق قل لا (٢) |
وأي أحد يتخيل طلب النبي (ص) من الأمة التعويض بالمال عن تلك المتاعب التي لم يلاقها نبي غيره ولم يؤذ في سبيل نشر
____________________
(١) إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١١٤ ، عن ابن سعد .
(٢) تفسير روح المعاني ج ٢٥ ص ٣١ ، آية المودة .