وما يوجد في الكتب من مفارقتهم للصادق (ع) محتمل للتقية لئلا ينسب إظهارهم في إنكار المنكر إلى الأئمة .
ومما يدل على حسن حالهم ومعرفتهم بالحق ما يرويه خلاد بن عمير الكندي مولى لآل حجر بن عدي قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق (ع) فقال : هل لكم علم بآل الحسن الذين خرج بهم مما قبلنا وكان قد اتصل بنا عنهم خبر فلم نحب أن نبدأه به ، فقلنا نرجوا أن يعافيهم الله ، فقال (ع) : وأين هم من العافية ؟ ثم بكى حتى علا صوته .
ثم قال حدثني أبي عن فاطمة بنت الحسين (ع) قالت : سمعت أبي صلوات الله عليه يقول :
يقتل منك أو يصاب منك نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يدركهم الآخرون . وإنه لم يبق من ولدها غيرهم .
قال السيد ابن طاووس وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحة بمدح المأخوذين من بني الحسن (ع) وإنهم مضوا إلى الله جلّ جلاله بشرف المقام والظفر بالسعادة والإكرام .
ولقد كان عبد الله بن الحسن المحض عارفاً بالحجة المهدي الموعود به الذي يقيم العدل والقسط أو أنه غير ابنه محمد وإن تسمى به .
فقد روينا عن جدنا
الشيخ الطوسي بإسناده أن أبا عبد الله الصادق (ع) وقف تحت الميزاب يدعو وعن يمينه عبد الله بن الحسن وعن يساره حسن ابن الحسن ومن خلفه جعفر بن الحسن فناداه عباد ابن كثير البصري : يا أبا عبد الله ثلاثاً فلم يجبه ، فقال له : يا جعفر