فعندها ، قال : له ما تشاء يا أبا كثير ، فقال : إني وجدت في كتاب لي أن هذه البنية ينقضها رجل حجراً حجراً .
فقال (ع) : كذب كتابك يا أبا كثير .
ولكن كأني به والله أصفر القدمين أحمش الساقين ضخم البطن رقيق العنق ضخم الرأس على هذا الركن ، وأشار بيده إلى الركن اليماني ، يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا منه ثم يبعث الله عزّ وجلّ رجلاً مني ، وأشار إلى صدره ، فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد .
فقال عبد الله بن الحسن المثنى : صدق والله أبو عبد الله (ع) حتى صدقوه كلهم ، فهل يصدر مثل هذا الاعتراف إلا ممن يعرف الحق واليقين ، ومطمئن بالحجة المهدي من ولد الحسين (ع) .
كما أن إبراهيم بن عبد الله المحض لم ينكره فقد سأله أخوه يحيى عن المهدي ، هل هو أخوه محمد ؟ فقال إبراهيم : ( المهدي ) عدة من الله تعالى لنبيه (ص) وعده أن يجعل من أهله مهدياً لم يسمعه بعينه ولم يوقت زمانه ، ولكن أخي محمد قام بفريضة عليه لله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن أراد الله أن يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضل الله يمنّ به على من يشاء من عباده ، وإلّا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره .
وكان أخوه محمد بن عبد الله يقول : إني خارج مقتول ثم ذكره عذره في خروجه مع علمه بأنه مقتول .
وهذا كله يكشف عن تمسكهم بطاعة الله وطاعة رسوله والأئمة من آله .