وإن لم يقترن بمحرم ولفظها : الغناء عش النفاق ، ومن الكبائر والبيت الذي يغني فيه لا يؤمن من الفجيعة ولا يجاب فيه الدعاء ولا يدخله الملك ، ولا ينظر الله بالرحمة إلى من اجتمع في مجلس الغناء ، وينزع الله الحياء عن المغني فلا يبالي بمقاربة أهله الرجال ، والمستمع للغناء شريك مع المغني في الإثم ، والمغنية ملعونة وكسبها حرام .
وبمثله وردت أحاديث أهل السنة المروية في مسند أحمد ج ٥ ص ٢٦٤ وص ٢٦٨ ، وفي كنز العمال ج ٧ ص ٣٣٧ .
ويتحدث الكليني في الكافي باب الغناء أن رجلاً قال لأبي عبد الله الصادق إني أدخل الكنيف ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالدف فربما أطلت الجلوس لاستماعهن فقال : لا تفعل ، قال الرجل : إنما هو سماع بأذني ، قال أبو عبد الله (ع) : أما سمعت قول الله عز وجل : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) (١) قال : بلى ، قال : استغفر الله وأغتسل وصل ما بدا لك لأنك كنت على أمر عظيم ما أسوأ حالك لو مت على هذا فاسأل الله التوبة من كل ما يكره فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل شيء أهلاً ، ومن هنا أجمع الإمامية على حرمته كما في الحدائق ، والمستند ، وفي الجواهر أنها من ضروريات المذهب .
وأما فقهاء السنة فحكى الآلوسي تضافر الآثار وكلمات كثير من العلماء على حرمة الغناء لا في مقام دون مقام وعن التتارخانية حرمته في جميع الأديان ، وحكى عن أبي حنيفة حرمته ، ونقل صاحب الذخيرة تحريمه عن جمع من الحنابلة (٢) ، وقال شيخ الإسلام
____________________
(١) سورة الإسراء ، الآية ٣٦ .
(٢) روح المعاني ج ٢١ ص ٦٧ .