مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١) .
وكما منعت الشريعة من ارتكابه أوقفت من يدين بها عن الطعن فيمن آمن بالملة ولم يخرق ناموسها الأكبر ، وفرضت تأديب من يطغو على مكانة المسلم ويعبث بقدسيته كما أمرته بالكف والسكوت عن الطعن في الناس خصوصاً إذا لم يحصل له الوثوق بهتكهم حجاب الشريعة فقالت : ( إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) (٢) ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) (٣) .
وعلى هذا فالسيدة سكينة بنت الحسين (ع) بعد أن كانت متدينة بقانون جدها الأعظم (ص) لأنها في عداد المسلمين الخاضعين لكل ما جاء به نبي الإسلام عن الوحي المبين ، فلا يسوغ لأي مسلم التفوه في حقها بما يخرجها عن صراط الشريعة ما لم يثبت بطريق واضح لا تعكر فيه ، فإن من قال في مسلم كلمة هجر فقد خرق ستر الله (٤) ، وإيذاء المسلم أذى لرسول الله ، ومن آذى رسول الله آذى الله تعالى (٥) .
وأحاديث الغناء التي سجلها أبو الفرج على هذه الحرة العفيفة مروية عن آل الزبير الذي عرفت عداوتهم لآل علي (ع) وتهجمهم
____________________
(١) سورة آل عمران ، الآية ١٠٤ .
(٢) سورة يونس ، الآية ٣٦ .
(٣) سورة الإسراء ، الآية ٣٦ .
(٤) الأدب المفرد للبخاري ص ٦٤ .
(٥) الجامع الصغير للسيوطي ج ٢ ص ١٥٧ .