معدودة وترك الدنيا والآخرة المملوكتين لأبي محمد (ع) عطاء من الله غير مجذوذ ، في حين لم يغب عنه « ذبح طفليه » على يد بسر ابن أرطأة قائد معاوية ؟ فأين هذا والجود الذي هو شيمة الأحرار وغريزة الطاهرين (١) .
وأما عبد الله الزبيري فلم يغب عن القارئ شهادة العلماء بمعاداته لأهل البيت وأنه يضع المنكرات فيهم فرواياته أوهى من بيت العنكبوت ، على أن المبرد (٢) وابن قتيبة (٣) ذكرا اجتماع الشعراء عند عبد الملك ابن مروان وتذاكرهم بيت نصيب :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت |
|
أوكل بدعد من يهيم بها بعدي |
فأزرى كلهم على نصيب فقال لهم عبد الملك : ما تقولون ؟ فقال أحدهم أقول :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت |
|
فيا ليت شعري من يهيم بها بعدي |
فقال عبد الملك : أنت أسوء رأياً من نصيب فقالوا فما كنت تقول أنت يا أمير المؤمنين ؟ قال أقول :
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت |
|
فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي |
فقالوا أنت أشعر الثلاثة يا أمير المؤمنين .
ويحدث المرزباني (٤) أن الأقيشر دخل على عبد الملك بن مروان فعاب بيت نصيب وهو :
____________________
(١) قصص العرب ج ١ ، ص ٢١٠ ، وص ٢١١ .
(٢) تهذيب كامل البرد ج ٢ ، ص ١٥٠ .
(٣) عيون الأخبار ج ٤ ، ص ١٤٦ .
(٤) الموشح ص ١٨٩ .