أهيم بدعد ما حييت فإن أمت |
|
فوا حزني من ذا يهيم بها بعدي |
فقال له عبد الملك : ما كنت تقول أنت ؟ فقال أقول :
تحبكم نفسي حياتي فإن أمت |
|
فلا صلحت دعد لذي خلة بعدي |
ثم ذكر المرزباني نقد الفرزدق على الأحوص إذ يقول :
يقرّ بعيني ما يقرّ بعينها |
|
وأحسن شيء ما به العين قرَّت |
فقال له إنه يقر بعينها النكاح أيقر ذلك بعينك (١) ؟ .
ثم إن ابن كثير ذكر اجتماع الشعراء عند عمر بن عبد العزيز وهم : الفرزدق وجرير وعمرو بن أبي ربيعة والأحوص وتفاضلهم ونقده لهم (٢) .
فالمفاضلة بين الشعراء كانت عند عبد الملك أو عمر بن عبد العزيز ولكن المرواني أبا الفرج زحزحها إلى ناحية السيدة سكينة تحرياً للوقيعة بمصونات البيت الهاشمي بيت الشهامة والعفاف بيت الحجاب والغيرة ، وقد ظن أبو الفرج أن هذه المفتعلات مما يخفى مصدرها حتى في العصور المستنيرة بالبحث والتدقيق ، وقد كان المصدر في هذا الحديث المدائني الذي ذكرنا توقف العلماء عن مروياته ، ثم هناك شيء يرشدنا إلى كذب هذه المحاكمة عندها هو : أن أبا الفرج لم يذكر لها بيتاً في الأدب والعرفان ولو كانت سكينة بهذه المنزلة المزعومة لها من قوة العارضة والنقد لكثر منها الشعر كما كان لغيرها من رجال ونساء ، ولدوّنه أبو الفرج كما سجل لغيرها .
____________________
(١) المصدر ص ١٨٧ .
(٢) البداية ج ٩ ، ص ٢٦٢ .