البخاري (٥) من وجه آخر عن أبي حيّان.
[٢٥٠] ـ عن حماد بن زيد ، عن معبد بن هلال العنزي قال : انطلقنا إلى أنس بن مالك وتشفعنا بثابت ، فانتهينا إليه وهو يصلي الضحى ، فاستأذن لنا ثابت فدخلنا عليه ، وأجلس ثابتا معه على سريره ، فقال له : يا أبا حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدّثهم حديث الشفاعة قال : حدّثنا محمد صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض. فيأتون آدم فيقولون له : اشفع لذريتك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم عليهالسلام ، فإنه خليل الله. فيأتون إبراهيم فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى عليهالسلام فإنه كليم الله. فيؤتى موسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى عليهالسلام فإنه روح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم.
فأوتى فأقول : أنا لها. فأنطلق فأستأذن على ربي فيؤذن لي (١) ، فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله. ثم أخرّ له ساجدا فيقال لي : يا محمد ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفّع. فأقول : رب أمّتي ، أمّتي.
فيقال : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من برّة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل ، ثم أرجع إلى ربي (٢) فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخرّ له
__________________
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء : باب قول الله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً ) ذكره إلى قوله : « اذهبوا إلى موسى » وقال : تابعه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه في تفسير سورة الكهف : باب ( ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً ).
وأخرجه المصنّف في الاعتقاد ( ٥ / ٤٧٦ ).
وأخرجه في الأسماء والصفات ( ٢ / ٤٤ ) قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ، أنا محمد بن عبيد الطنافسي ، حدثنا أبو حيّان التيمي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة فذكره مختصرا.
قال البيهقي في الشعب ( ٢ / ١٢٧ ) وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغمّ والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس ، ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته.
[٢٥٠] شعب الإيمان ( ٢ / ١١١ ـ ١٤٤ ).
(١) انظر شرحه في الحديث السابق.
(٢) قال البيهقي في الأسماء والصفات ( ٢ / ٥٦ ) يعني إلى مساءلة ربي. أو إلى المقام نفسه الذي يسمع فيه خطابه.