يلبث ، ثم دعاه فنظر إلى غلام من أزد شنوءة وهو من أترابي (١) فقال : « إن يعش هذا ، لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة » (٢).
[١٦] ـ عن سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تمرّ مائة سنة من الهجرة ، ومنكم عين تطرف » (٣).
[١٧] ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا : حدّثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ ، حدّثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ، حدّثنا سيف بن مسكين ، حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : خرجت في طلب العلم فقدمت الكوفة فإذا أنا بعبد الله بن مسعود ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن هل للساعة من علم تعرف به؟ فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : « إن أشراط الساعة أن يكون الولد غيظا ، والمطر قيظا ، وتفيض الأشرار فيضا ، ويصدق الكاذب ، ويؤتمن الخائن ، ويخون الأمين ، ويسود كل قبيلة منافقوها ، وكل سوق فجّارها ، وتزخرف المحاريب ، وتخرب القلوب ، ويكتفي الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، ويخرب عمران الدنيا ، ويعمر خرابها ، وتظهر الفتنة وأكل الربا ، وتظهر المعازف والكنوز ، وتشرب الخمر ، وتكثر الشرط والغمّازون
__________________
(١) قوله من أترابي يريد به السنّ ، وكان سنّ أنس حينئذ نحو سبع عشرة سنة. ذكره الحافظ في الفتح ( ١١ / ٣٠٥ ).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفتن وأشراط الساعة : باب قرب الساعة.
وأخرجه عبد بن حميد أيضا كما في الكنز.
[١٦] كنز العمّال ( ١٤ / ١٩٦ ).
(١) أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده ( ٧ / ١٠٤ ـ ١٠٥ ). قال الهيثمي في المجمع ( ١ / ١٩٧ ) وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
قال الحافظ في الفتح ( ١٣ / ٣٠٥ ) المراد انقراض ذلك القرن ، وإن من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مضت مائة سنة من وقت تلك المقالة لا يبقى منهم أحد ووقع الأمر كذلك فإن آخر من بقي ممّن رأى النبي صلى الله عليه وسلم أبو الطفيل عامر بن واثلة كما جزم به مسلم وغيره ، وكانت وفاته سنة عشر ومائة من الهجرة وذلك عند رأس مائة سنة من وقت تلك المقالة. قال الكرماني : هذا الجواب من الأسلوب الحكيم ، أي دعوا السؤال عن وقت القيامة الكبرى فإنها لا يعلمها إلا الله ، واسألوا عن الوقت الذي يقع فيه انقراض عصركم فهو أولى لكم لأن معرفتكم به تبعثكم على ملازمة العمل الصالح قبل فوته لأن أحدكم لا يدري من الذي يسبق الآخر.
[١٧] نهاية البداية والنهاية ( ١ / ٢١١ ). الدرّ المنثور ( ٧ / ٤٧١ ). كنز العمال ( ١٤ / ٢٤١ ).