واللسان ، جاء في وصية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : « لا يقبل الله دعاء قلبٍ ساهٍ » (١).
وعن الإمام أميرالمؤمين عليهالسلام : « لا يقبل الله عزَّ وجل دعاء قلبٍ لاهٍ » (٢).
وعن الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاءً بظهر قلبٍ قاسٍ » (٣).
خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلىٰ البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلىٰ بارئه ، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالاخلاص والقرب من رحاب الله تعالىٰ.
قال الإمام الصادق عليهالسلام لأبي بصير : « إنّ خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومجّده واثني عليه كما هو أهله ، وصلِّ علىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسل حاجتك ، وتباك ولو مثل رأس الذباب ، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ » (٤).
وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات ، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه ، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.
__________________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٦٥.
(٢) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٢.
(٣) الكافي ٢ : ٣٤٤ / ٤.
(٤) الكافي ٢ : ٣٥٠ / ١٠.