على تحريم المتعة ، ومنشأ ذلك لعله اختلاف الروايات ، في بيان الظروف التي رافقت نهيه عنها ، حسبما تقدم .. وقد فاتهم. أن ذلك منشؤه هو تعدد النهي ، بتعدد العودة الى الممارسة كما أسلفنا .. فمن جانب نجد اصراراً على النهي ، ومن جانب نجد الاصرار على الاستمرار قولا و عملا على حليتها ، فتعددت الوقائع ، وتعدت النواهي كذلك.
وعلى كل حال .. فنحن نعرض هنا باختصار بعض وجهات النظر في السر الدافع الى تحريم المتعة ، من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض).
فيرى ابن حزم ، والباقوري : أن سبب تحريم عمر للمتعة هو ما رآه من اسراف الناس في الاقبال عليها. (١)
ويقول آخر : انه انما حرم المتعة ، التي لايشهد فيها شهود ، و لا نجمع الشرائط ، كما ربما يظهر من بعض الروايات المتقدمة ، ومن كلام الباقوري ، وابن حزم ، أيضاً حيث قال : « وعن عمر بن الخطاب : أنه انما أنكرها اذا لم يشهد عليها عدلان فقط ، وأباحها بشهادة عدلين ». (٢)
__________________
(١) المحلى ج ٩ ص ٥١٩ ، ٥٢٠ ، ومع القرآن ص ١٧٤.
(٢) نفس المصدرين ، وسيأتي نقل كلامهما ..