ولكن لا ينبغي ان يكون لهدم الأمة .. بل ينبغي أن يكون لبنائها.
وما حصل بالفعل .. عكسه.
فمن القرن الأول .. جاء وصف البغاة من المسلمين (٢) ... ومنه كان إخافة الناس ... ومنه جاء وصف الظلمة لحكام المسلمين .. ومن بداية عقوده المتأخرة .. بدأ التحول التاريخي .. كما اخبر بذلك الرسول الكريم في الحديث المتواتر ... معنىً .. : ثم يكون ملك عضوض .. مع ذلك كله تجاوزناه ..
ولا يهمنا ان نطوف بالحوادث الشاهدة على ذلك .. انما نريد أن نشير الى حدوث مثل هذه الصورة في الجملة ..
ونؤكد على استمرار هذه الحالة بعد تشكل المذاهب الإسلامية .. ومواقفهم من بعضهم البعض ..
اذ لا احد ينكر صور النزاع التي كانت بين المذاهب الإسلامية .. بحيث كان المسلم ... من اي مذهب كان ـ يخاف ان يذكر أنه ينتمي الى المذهب الذي يرى العمل طبقه (٣) ...
والذي ساعد في ذلك هو :
ـ بعد نشوء الخلافات الفقهية ـ اتخاذ بعض الخلفاء والولاة مذهباً خاصاً لا يجوز العمل بغيره من المذاهب .. كما
__________________
(٢) الجصاص : احكام القرآن ج ٥ ص ٢٨٠.
(٣) اسد حيدر : الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ١ ص ١٨٧