بعد هذا نأتي على الامر الآخر ... وهو اثبات وقوع التقية بالساحة ـ العملية ـ لافراد المسلمين (١١).
وقد اخترت بعض النماذج التي ينقلها التاريخ ، والتي تدل على وقوع العمل بالتقية بين المسلمين وهي كالتالي ..
١ ـ ابو حنيفة والتقية :
في تاريخ بغداد :
[ اخبرنا ابن الفضل وعلج بن احمد اخبرنا احمد بن علي الأبار اخبرنا سفيان بن وكيع ، قال جابر بن حماد بن ابي حنفية ..
فقال : سمعت ابي حماداً يقول :
بعث ابن ابي ليلى الى ابي حنيفة فسأله عن القرآن فقال مخلوق ، فقال : تتوب والا أقدمت عليك.
فقال : القرآن كلام الله ..
فقال : فدار به في الخلق يخبرهم أنه قد تاب من قوله .. القرآن مخلوق ..
فقال ابي :
فقلت لابي حنيفة : كيف صرت الى هذا وتابعته ؟.
قال : يا بني خفت ان يقدم علي فأعطيته التقية ... ] (١٢)
٢ ـ [ وفي الكشاف ... وكان ابو حنيفة يفتي ـ سراً ـ بوجوب نصرة زيد بن علي وحمل المال اليه ... والخروج على
__________________
(١١) اوضح هذا المعنى الباحث مصطفى الشكعة : تفسير سورة آل عمران ص ٣٣
(١٢) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٣٨٧.