هذا شأن أئمة المذاهب مع الحكام .. فما بالك بغيرهم ...؟
ومن راجع .. كتاباً في تراجم العلماء وجد ما يبعث على الألم والأسى من الواقع الذي كان يعيشه العلماء والناس عامة مع الحكام .. والولاة ...
كما كانوا يتقلبون بين إرادة الأمراء والولاة .. كما حدث ذلك في أيام محنة خلق القرآن .. كما فرض المأمون على القضاة ذلك ..
فاذاً .. لا خلاف في وجود صورة مشاكلة ـ في أوساط المسلمين .. بين المذاهب الإسلامية متمثلة في معتنقيها ـ هذه الصورة نفسها ـ مشابهة تماماً للحالة التي بين المسلمين والمشركين ... بحيث يوجد موضوع التقية. متشكلة في مداراة اصحاب المذاهب لاصحاب المذهب المعلن من قبل الدولة .. كما في دولة العبيديين ـ الفاطميين ـ والأدراسة. كما سيأتي.
وبهذا نكون قد اعطينا صورة واضحة لا شك فيها. بوجود الصورة المقتضية للتقية.
وبالتالي : ان السبب الذي من اجله شرعت التقية ـ بين الكفار والمسلمين ـ هو الذي أثر في تشريعها بين المسلمين ـ كما كان مذهب الامام الشافعي. أن الحالة بين المسلمين اذا شاكلت الحالة بين المسلمين والمشركين حلت التقية محامأة للنفس (١٠).
__________________
(١٠) الفخر الرازي : التفسير ج ٨ ص ١٤.