فأستأذنوا عليه ثم دخلوا عليه وقد ازدحم الناس ، قوم يبكون ، وقوم يضحكون.
قال : فقال أبوبكر : يا أبا الحسن إن هذا اليهودي سألني عن مسألة من مسائل الزنادقة. فقال الامام عليهالسلام : ما تقول يايهودي؟
فقال اليهودي : أسأل وتفعل بي مثل ما فعل بي هؤلاء. قال : وأي شئ أرادوا يفعلون بك؟(١) قال : أرادوا أن يذهبوا بدمي فقال الامام عليهالسلام : دع هذا واسأل عما شئت.
فقال : سؤالي لايعلمه إلا نبي أووصي نبي. قال : اسأل عما بدالك.(٢) فقال اليهودي : أجبني عما ليس لله ، وعماليس عندالله ، وعما لايعلمه الله. فقال له علي عليهالسلام : على شرط يا أخا اليهود. قال : وما الشرط؟ قال : تقول معي قولا عدلا مخلصا : (٣) لا إله إلا الله ، محمد رسول الله. فقال : نعم يامولاي.(٤)
فقال عليهالسلام : يا أخا اليهود أما قولك : ماليس لله فليس لله صاحبة ولاولد. قال : صدقت يامولاي.
وأما قولك : ماليس عندالله فليس عندالله الظلم. قال : صدقت يامولاي. وأما قولك : ماليس يعلمه الله فإن الله لايعلم أن له شريكا ولا وزيرا وهو على كل شئ قدير.(٥) فعند ذلك قال : مديدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا صلىاللهعليهوآله رسول ، وأنك خليفته حقا ووصيه ووارث علمه ، فجزاك الله عن الاسلام خيرا.
قال : فضج الناس عند ذلك. فقال أبوبكر : يا كاشف الكربات يا علي أنت فارج الهم.
__________________
(١) في المصدر : أى شئ أرادوا ان يفعلوا بك؟.
(٢) في المصدر : سل عماتريد. فقال اليهودى : انبئنى. وفى الفضائل : فعند ذلك قال اليهودى :
اخبرنى.
(٣) في الفضائل : مخلصا بالرضا.
(٤) زاد في الفضائل : كيف ما أقول.
(٥) في الفضائل : وهو قادر على مايريد وفى الروضة : وهو القادر على مايشاء ويريد.