من الصحابة كزيد وابن مسعود وعمربن الخطاب؟ إن قالوا : إنكم تعلمون ذلك باظطرار قلنا لهم : وذلك هوما تحكونه أنتم عنه أوما نحكيه نحن مما يوافق حكايتنا عن ذريته عليهمالسلام؟ فإن قالوا : هو مانحكيه دونكم قلنا لهم : ونحن على أصلكم في إنكار ذلك مكابرون ، وإن قالوا : نعم قلنالهم بل العلم حاصل لكم بما نحكيه عنه خاصة ، وأنتم في إنكار ذلك مكابرون ، وهذا مالافصل فيه ، وهو أيضا يسقط اعتلالهم في عدم العلم الضروري بمذاهب الذرية لما ذكروه من تقسيم الفقهاء لها ، لان أميرالمؤمنين عليهالسلام قدسبق الفقهاء الذين أشاروا إليهم ، وكان مذهب علي عليهالسلام متفردا فإن اعلتوا بأنه كان منقسما في قول الصحابة فهم أنفسهم ينكرون ذلك لروايتهم عنه الخلاف ، مع أنه يجب أن لايعرف مذهب عمر وابن مسعود ، لانهما كانا منقسمين في مذاهب الصحابة وهذا فاسد من القول بين الاضمحلال.
قال الشيخ أدام الله عزه : وهذا كلام سحيح ، ويؤيده علمنا بمذاهب المختارين من المعتزلة والزيدية والخوارج مع انبثاثها في أقوال الصحابة والتابعين وفقهاء الامصار.
وقال الشيخ أدام الله حراسته : وقد ذكرت الجواب عما تقدم من السؤال في هذا الباب في كتابي المعروف بتقرير الاحكام ، ووجوده هناك يغني عن تكراره ههنا ، إذ هو في موضعه مستقصى عن البيان.(١)
١٧ ـ ثم قال : قال الشيخ أدام الله تأييده : سألني أبوالحسن علي بن نصرالشاهد بعكبرا(٢) في مسجده وأنا متوجه إلى سر من رأى ، فقال : أليس قد ثبت عندنا أن أميرالمؤمنين عليهالسلام كان أعلم الصحابة كلها وأعرفها بمعالم الدين ، وكانوا يستفتونه ويتعلمون منه لفقرهم إليه ، وكان غنياعنهم لايرجع إلى أحد منهم في علم ولايستفيد عليهالسلام منهم؟ فقلت : نعم هذا قولنا وهو الواضح الذي لاخفاء به ، ولايمكن عاقلا دفعه ولا يقدم أحد على إنكاره إلا أن يرتكب البهت والمكابرة ، فقال أبوالحسن : فإن
__________________
(١) الفصول المختاره ٢ : ١١ ـ ١٣.
(٢) عكبرا بضم العين فالسكون فالفتح : بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ.