أيها الحج ، وفي الفقيه كلمة « إلى » موجودة في المواضع ، وفيه عند ذكر المفرد في الموضعين نادى ، وعند ذكر الجمع ناداهم ، ولذا قال بعض الافاضل : ليس المناط الفرق بين إفراد الصيغة وجمعها ، بل ما في الحديث بيان للواقعة ، والمراد أن إبراهيم عليهالسلام نادى هلم إلى الحج بلا قصد إلى منادى معين أي الموجودين فلذا يعم الموجودين والمعدومين ، فلو ناداهم أي الموجودين وقال : هلموا إلى الحج قاصدا إلى الموجودين لكان الحج مخصوصا بالموجودين ، فضمير « هم » في ناداهم راجع إلى الناس الموجودين ، فالمناط قصد المنادى المغين المشعر إليه بلفظ « هم » في إحدى العبارتين ، وعدم القصد في الاخرى المشعر إليه بذكر « نادى » مطلقا لا الافراد والجمع.
١٨ ـ ع : أبي؟ عن سعد ، عن أحمد وعلي ابني الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيهما عن غالب بن عثمان ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم ينادي في الناس بالحج قام على المقام فارتفع به حتى صار بازاء أبي قبيس فنادى في الناس بالحج فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة. (١)
١٩ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله (ع) قال : إن إبراهيم عليهالسلام لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي وكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها احد ، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ، ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك حتى صنعت ذلك سبعا ، فأجرى الله ذلك سنة ، فأتاها جبرئيل عليهالسلام فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا أم ولد إبراهيم. فقال : إلى من وكلكم؟ فقالت : أما إذا قلت ذلك فقد قلت له حيث أراد الذهاب : يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ فقال : إلى الله عزوجل ، فقال جبرئيل (ع) : لقد وكلكم إلى كاف ، (٢) قال : وكان الناس يتجنبون الممر بمكة لمكان الماء ، ففحص الصبي برجله (٣) فنبعت زمزم ، ورجعت من
__________________
(١) علل الشرائع : ١٤٤. م
(٢) في نسخة : لقد وكلكم إلى كافى.
(٣) فحص برجله أى حفر.