ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرا » قال : إن ذا القرنين بعثه الله تعالى إلى قومه فضرب على قرنه الايمن فأماته الله خمسمائة عام ، ثم بعثه الله إليهم بعد ذلك فضرب على قرنه الايسر فأماته الله خمسمائة عام ثم بعثه إليهم بعد ذلك فملكه مشارق الارض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب فهو قوله : « حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة » (١) إلى قوله : « عذابا نكرا » قال : في النار ، فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس وحديد وزفت وقطران (٢) فحال بينهم وبين الخروج. ثم قال أبوعبدالله عليهالسلام : ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ذكر. ثم قال : هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة.
٥ ـ وسئل أمير المؤمنين (ع) عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا؟ فقال : لا نبيا ولا ملكا بل عبدا (٣) أحب الله فأحبه ، (٤) ونصح لله فنصح له ، فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الايمن فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثم بعثه الثانية فضربوه (٥) على قرنه الايسر فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثم بعثه الله الثالثة فمكن الله له في الارض وفيكم مثله ـ يعني نفسه فبلغ مغرب الشمس فوجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما (٦) « قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا قال » ذو القرنين : « أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا » إلى قوله : « ثم أتبع سببا » أي دليلا « حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا » قال : لم يعلموا صنعة ثياب « ثم أتبع سببا » أي دليلا « حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا يا ذاالقرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على أن تعجعل بيننا وبينهم سدا » فقال ذو القرنين : « ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما آتوني زبر الحديد » فأمرهم أن يأتوه بالحديد
__________________
(١) في نسخة : في عين حامية وكذا فيما يأتى بعده.
(٢) الزفت : القير القطران : سيال دهنى يتخذ من بعض اللاشجار كالصنوبر والارز.
(٣) في المصدر : لا نبى ولا ملك بل عبد. م
(٤) في نسخة : فأحبه الله.
(٥) في المصدر : فضرب. م
(٦) في المصدر : ووجد عندها قوما ، وسألوا ياذا القرنين. م