القميص ، وألقوني في الجب عريانا ، قال : فشهق يعقوب شهقة واغمي عليه ، فلما أفاق قال : يا بني حدثني ، فقال : يا أبت أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني فأعفاه ، قال : ولما مات العزيز وذلك في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت الناس ، فقالوا لها : ما يضرك لو قعدت للعزيز ـ وكان يوسف سمي العزيز ـ فقالت : أستحيي منه ، فلم يزالوا بها حتى قعدت له ، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه وقالت : سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا ، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا ، فقال لها يوسف : أنت هاتيك؟ فقالت : نعم ـ وكانت اسمها زليخا ـ فأمر بها وحولت إلى منزله و كانت هرمة فقال لها يوسف : ألست فعلت بي كذا وكذا؟ فقالت : يا نبي الله لا تلمني فإني بليت بثلاثة لم يبل بها أحد ، قال : وما هي؟ قالت : بليت بحبك ولم يخلق الله في الدنيا لك نظيرا ، وبليت بأنه لم يكن (١) بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني نزع عني ، (٢) فقال لها يوسف : فما حاجتك؟ قالت : تسأل الله أن يرد علي شبابي ، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « قد شغفها حبا » يقول : قد حجبها حبه عن الناس فلا تعقل غيره. والحجاب : هو الشغاف والشغاف هو حجاب القلب. (٣)
بيان : المشهور بين المفسرين واللغويين أن المراد شق شغاف قلبها وهو حجابه حتى وصل إلى فؤادها.
وقوله : « حبا » نصبه على التمييز ، وما ورد في الخبر يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى ، أي لما تعلق حبه بشغاف قلبها فكأنه حجبها عن أن تعقل وتتخيل غيره ; ويحتمل أن يكون الشغاف مستعملا هنا بمعنى مطلق الحجاب مجازا ، ويكون شغفها بمعنى حجبها.
وقال الطبرسي : روى عن علي وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد (ع)
__________________
(١) في نسخة : وبليت فانه لم يكن.
(٢) قد سقطت الثالثة عن المصدر وهى هكذا : وبليت بزوج عنين.
(٣) تفسير القمى : ٣٣٣ و ٣٣٤. م