٦ ـ فس : « وهل أتاك حديث موسى » يعني قد أتاك. قوله : « فاخلع نعليك » قال : كانتا من جلد حمار ميت « وأقم الصلاة لذكري » قال : إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.
وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله: « آتيكم منها بقبس » يقول : آتيكم بقبس من النار « تصطلون » من البرد ، وقوله: « أو أجد على النار هدى » كان قد أخطأ الطريق يقول : أو أجد عند النار طريقا.(٢) وقوله: « وأهش بها على غنمي » يقول : أخبط بها الشجر لغنمي » ولي فيها مآرب اخرى « فمن الفرق(٣) لم يستطع الكلام فجمع كلامه فقال : » ولي فيها مآرب اخرى » يقول : حوائج اخرى.
وقال علي بن إبراهيم في قوله : « إن الساعة آتية أكاد اخفيها » قال : من نفسي ، هكذا نزلت ، (٤) قلت : كيف يخفيها من نفسه؟ قال : جعلها من غير وقت. قوله : « وفتناك فتونا » أي اختبرناك اختبارا « في أهل مدين » أي عند شعيب. قوله : « واصطنعتك لنفسي » أي اخترتك « ولا تنيا » أي لا تضعفا « اذهبا إلى فرعون » ائتياه. واعلم أن الله قال لموسى عليهالسلام حين أرسله إلى فرعون : ائتياه فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ، وقد علم أنه لا يتذكر ولا يخشى ، ولكن قال الله ليكون أحرص لموسى على الذهاب وآكد في الحجة على فرعون.(٥)
فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « لشرذمة قليلون » يقول : عصبة قليلة « وإنا لجميع حاذرون » يقول : مؤدون في الاداة وهو الشاكي في
_________________
(١) تفسير القمى : ٣٩٠.
(٢) في المصدر : أو اجد على النار طريقا. م
(٣) أى فمن الفزع والخوف لم يستطع تفصيل مآربه فلخصها وجمعها فقال : ولى فيها مآرب اخرى.
(٤) هذا يوافق ما قيل من التحريف ، وقد أشرنا كرارا أن ما عليه اجماع محققى الامامية خلفا وسلفا أن ما بين الدفتين هو المنزل من عند الله على النبى الكريم لم يزد فيه ولم ينقص ، فكلما ورد خبر شاذ أو قول نادر تدل على خلافه فهو عندنا مطروح لا نعبأ به ونرد علم الخبر الوارد فيه إلى أهله.
(٥) تفسير القمى : ٤١٨ ـ ٤١٩. م