النازعات « ٧٩ » هل أت؟ ك حديث موسى * إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى * اذهب إلى فرعون إنه طغى * فقل هل لك إلى أن تزكى * وأهديك إلى ربك فتخشى * فأراه الآية الكبرى * فكذب وعصى * ثم أدبر يسعى * فحشر فنادى * فقال أنا ربكم الاعلى * فأخذه الله نكال الآخرة والاولى * إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ١٥ ـ ٢٦.
الفجر « ٨٩ » وفرعون ذي الاوتاد ١٠.
تفسير : قال الطبرسي طيب الله رمسه : « من آل فرعون » أي من قومه وأهل دينه « يسومونكم » أي يكلفونكم ويذيقونكم « سوء العذاب » واختلفوا في هذا العذاب فقال قوم : ما ذكر بعده ، وقيل : ما كان يكلفونهم من الاعمال الشاقة فمنها أنهم جعلوهم أصنافا : فصنف يخدمونهم ، وصنف يحرسون لهم ، ومن لا يصلح منهم للعمل ضربوا الجزية عليهم ، وكانوا مع ذلك « يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم » أي يدعونهن أحياء ليستعبدن ، وينكحن على وجه الاسترقاق ، وهذا أشد من الذبح « وفي ذلكم » أي وفي سومكم العذاب وذبح الابناء « بلاء من ربكم عظيم » أي ابتلاء عظيم من ربكم لما خلا بينكم وبينه ، وقيل : أي وفي نجاتكم نعمة عظيمة من الله ، وكان السبب في قتل الابناء أن فرعون رأى في منامه أن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فهاله ذلك ودعا السحرة والكهنة والقافة فسألهم عن رؤياه فقالوا له : إنه يولد في بني إسرائيل غلام يكون على يده هلاكك وذهاب ملكك و تبديل دينك ، فأمر فرعون بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل وجمع القوابل من أهل مملكته فقال لهن : لا يسقط على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا قتل ، ولا جارية إلا تركت ، ووكل بهن فكن يفعلن ذلك ، فأسرع الموت في مشيخة بني إسرائيل ، فدخل رؤوس القبط على فرعون فقالوا له : إن الموت وقع على بني إسرائيل فتذبح صغارهم ويموت كبارهم ، فيوشك أن يقع العمل علينا ، فأمر فرعون أن يذبحوا سنة ويتركوا سنة ، فولد هارون في السنة التي لا يذبحون فيها فترك ، وولد موسى في السنة التي يذبحون فيها. واذكروا « إذ فرقنا بكم البحر » أي فرقنا بين المائين حتى مررتم فيه وكنتم فرقا بينهما تمرون في طريق يبس ، وقيل : فرقنا البحر بدخولكم إياه فوقع بين كل فرقتين