العقائد الإسلاميّة [ ج ١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في العقائد الإسلاميّة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

عرفته ؟ قال : منذ سموني مجنوناً . جعل دلالة معرفة له تعظيم قدره عنده .

قال سهل : سبحان من لم يدرك العباد من معرفته إلا عجزاً عن معرفته .

تصوراتهم عن العارف بالله تعالى

ـ التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص ١٣٦ ـ ١٣٨

سئل الحسن بن علي بن يزدانيار : متى يكون العارف بمشهد الحق ؟ قال : إذا بدا الشاهد ، وفني الشواهد ، وذهب الحواس ، واضمحل الإخلاص .

معنى بدا الشاهد : يعني شاهد الحق ، وهو أفعاله بك مما سبق منه إليك من بره لك ، وإكرامه إياك بمعرفته ، وتوحيده ، والإيمان به ، تفنى رؤية ذلك منك رؤية أفعالك وبرك وطاعتك ، فترى كثير ما منك مستغرقاً في قليل ما منه ، وإن كان ما منه ليس بقليل ، وما منك ليس بكثير . وفناء الشواهد : بسقوط رؤية الخلق عنك ، بمعنى الضر والنفع والذم والمدح . وذهاب الحواس هو معنى قوله : فبي ينطق وبي يبصر ، الحديث . ومعنى اضمحل الإخلاص : أن لا يراك مخلصاً ، وما خلص من أفعالك خلص ، ولن يخلص أبداً إذا رأيت صفتك ، فإن أوصافك معلولة مثلك .

سئل ذو النون عن نهاية العارف فقال : إذا كان كما كان حيث كان قبل أن يكون معناه : أن يشاهد الله وأفعاله دون شاهده وأفعاله .

قال بعضهم : أعرف الخلق بالله أشدهم تحيراً فيه .

قيل لذي النون : ما أول درجة يرقاها العارف ؟

فقال : التحير ، ثم الإفتقار ، ثم الإتصال ، ثم التحير .

الحيرة الأولى في أفعاله به ونعمه عنده ، فلا يرى شكره يوازي نعمه ، وهو يعلم أنه مطالب بشكرها ، وإن شكر كان شكره نعمة يجب عليه شكرها ، ولا يرى أفعاله أهلاً أن يقابله بها استحقاراً لها ، ويراها واجبة عليه ، لا يجوز له التخلف عنها .

وقيل قام الشبلي يوماً يصلي فبقى طويلاً ثم صلى فلما انفتل عن صلاته قال : يا ويلاه إن صليت جحدت ، وإن لم أصل كفرت .

left