غير أولي العزم من الرسل ، وأما النسخ الكلي والاتيان بشريعة مبتدأة فهو مختص بأولي العزم منهم ، مع أنه يمكن أن يكون موسى عليهالسلام أخبر بأن هذا الحكم ثابت إلى زمن سليمان عليهالسلام ثم يتغير الحكم. والاصوب في الجواب أن يقال : إن الآية لاتدل على أن سليمان عليهالسلام حكم بخلاف ما حكم به داود عليهالسلام بل يحتمل أن يكون المراد : إذ يريدان أن يحكما في الحرث كما دلت عليه رواية أبي بصير في التفسير ورواية زرارة ، فهما كانا يتناظران في ذلك منتظرين للوحي أو كان داود عليهالسلام عالما بالحكم وكان يسأل سليمان عليهالسلام ليبين فضله على الناس ، فأوحى الله ذلك إلى سليمان عليهالسلام ، ويؤيده أن في خبر معاوية نسب الحكم برقاب الغنم إلى علماء بني إسرائيل والسؤال الذي اشتمل عليه الخبر محمول على ماذكرنا من إرادة ظهور فضله على بني إسرائيل.
وأما خبر الحلبي فيمكن أن يكون محمولا على التقية ، ويحتمل أيضا أن يكون المراد بحكم داود الحكم الذي كان شائعا في زمانه ، أو الحكم الذي كان يلقيه على سليمان ليختبره ويظهر عقله وعلمه ، وكذا القول في سائر الاخبار والله يعلم.
٨ ـ يه : عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قالت أم سليمان بن داود لسليمان عليهالسلام : يا بني إياك وكثرة النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة.
٩ ـ نبه : قال سليمان بن داود عليهالسلام لابنه : يا بني إياك والمراء فإنه ليست فيه منفعة ، وهو يهيج بين الاخوان العداوة. (١)
__________________
(١) تنبيه الخواطر ٢ : ١٢.