أكبر سنا من أبيه ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : فهذا الذي كبر عليك؟ قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال : نعم ويلك يابن الكواء افقه (١) عني أخبرك عن ذلك ، إن عزيرا خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه وأماته مائة عام ثم بعثه فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، ورد الله عزيرا في السن الذي كان به ، فقال ما يريد. (٢)
١٨ ـ كا : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : إن دانيال عليهالسلام كان يتيما لا أم له ولا أب ، وإن امرأة من بني إسرائيل عجوزا كبيرة ضمته فربته ، وإن ملكا من ملوك بني إسرائيل كان له قاضيان ، وكان لهما صديق ، وكان رجلا صالحا ، وكان له امرأة بهية جميلة ، وكان يأتي الملك فيحدثه ، واحتاج الملك إلى رجل يبعثه في بعض أموره فقال للقاضيين : اختارا رجلا أرسله في بعض أموري ، فقالا : فلان ، فوجهه الملك ، فقال الرجل للقاضيين : أوصيكما بامرأتي خيرا ، فقالا : نعم ، فخرج الرجل ، فكان القاضيان يأتيان باب الصديق فعشقا امرأته فراوداها عن نفسها فأبت ، فقالا لها : والله لئن لم تفعل (٣) لنشهدن عليك عند الملك بالزنا ثم لنرجمنك ، فقالت : افعلا ما أحببتما ، فأتيا الملك فأخبراه وشهدا عنده أنها بغت ، فدخل الملك من ذلك أمر عظيم واشتد بها غمه وكان بها معجبا فقال لهما : إن قولكما مقبول ولكن ارجموها بعد ثلاثة أيام ، ونادى في البلد الذي هو فيه : احضروا قتل فلانة العابدة فإنها قد بغت ، فإن القاضيين قد شهدا عليها بذلك ، فأكثر الناس في ذلك ، وقال الملك لوزيره : ماعندك في هذا من حيلة؟ فقال : ما عندي في ذلك من شئ.
فخرج الوزير يوم الثالث وهو آخر أيامها فإذا هو بغلمان عراة يلعبون وفيهم دانيال لايعرفه ، (٤) فقال دانيال : يامعشر الصبيان تعالوا حتى أكون أنا الملك وتكون
__________________
(١) فقه عنه الكلام : فهمه.
(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٢٢ ، فيه : فقال له مايريد. وللحديث ذيل طويل تركه المصنف.
(٣) هكذا في النسخ ، والصحيح كما في المصدر : لئن لم تفعلي.
(٤) في المصدر : وهو لايعرفه.