فى تلك البرهة القصيرة ، وتمثل له كل ما تصبه سحائب المصائب على هذه الحفنة من اليتامى والنسوة الثواكل اللاتي مافيهن الامن الا من فقدت عزيزها من ولدا وأخ او زوج وكم فيهن من فقدت كل اولئك وكل عميد لها وزعيم.
مشى الدهر يوم الطف أعمى فلم يدع |
|
عميداً لها الا وفيه تعثرا |
تمثّل للحسين عليهالسلام حالهن من ساعته تلك الى رجوعهن إلى المدينة ، وأشد ما يشجيه ويبكيه لو كان مجال للبكاء ما يمرّ عليهن تلك الليلة ليلة الحادية عشر وصبحها يوم الرحيل مفكّرا من يراقبه تلك الليلة الحادية عشر وصبحها يوم الرحيل مفكّراً من يراقبهن تلك الليلة في تلك الصحراء ومن يحميهن ومن يطعمهن ؟ ومن يسقيهن ؟
نعم وهو سلام الله عليه امام كل هذه الخواطر صابر ، وبينما هو يودّع ودائع النبوة ويأمرهن بالصبر (١) اذا استعجله جيش بني امية وناداه مناديهم : للنزال ودخل خيمة النساء فودّعنه ولسان حال كل واحدة يقول :
ودّعته وتؤدّى لو توّدعني |
|
روح الحياة واني لا أودّعه |
__________________
(١) رجع الحسين عليهالسلام الى حرمه مرة اخرى وودعهم وامرهم بالصبر ووعدهم الثواب والاجر وامرهم بلبس أزرهم وقال لهم استعدوا للبلاء واعلموا ان الله حافظكم وحاميكم وسينجيكم من شر الاعداء ويجعل عاقبة أمركم الى خير ويعذب اعدائكم بانواع البلاء ويعوضكم الله عن هذه البلية أنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم ثم توجه الى قتال اعدائه.
قال عمر بن سعد : ويحكم اهجموا عليه مادام مشغولا بنفسه وحرمه والله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم ،فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتى تخالفت السهام بني اطناب المخيم وشك سهم بعض أزر النساء فدهشين وارعبن وصحن ودخلن الخيمة ينظرن الى الحسين عليهالسلام كيف يصنع فحمل عليهم كالليث الغضبان فلا يلحق احداً الا يعجه بسيفه فقتله والسهام تاخذه من كل ناحية وهو يتقيها بصدره ونحره انظر مقتل الحسين عليهالسلام او حديث كربلا ص ٣٢٣ ط ٢ النجف ، لسيدنا الحجة السيد عبدالرزاق المقرم النجفي وجلاء العيون للسيد عبدالله الشبر رحمهالله ج ٢ ، ص ٢٠٥ النجف. يظهر من قوله عليهالسلام وأمرهم بلبس أزرهم ... أنه أمرهم بحفظ حجاب نسائهم.