تدافع عنّا ، فكيف يأذن له عمّه العطوف الرؤوف حتى يقتل ويصرع نصب عينيه ، ثم يبرز له أخ أصغر منه غلام (١) بل دون الغلام في أول الصبا وغضارة العمر وطراوة الشباب فيقتحم الميدان الذي ترتجف من رؤيته العقول والابدان ، فيضربه أحد العتاة من عسكر العدو على رأسه ضربة صرعته وضربة أخرى على يده فأبانها من المرفق وبقيت معلّقة ، فنادى واعماه ، وعمّه ينظر اليه فيسرع اليه قائلا : عزّ على عمّك ان تدعوه لايجيبك او يجيبك فلا يغنى عنك هذا يوم كثر واتره وقلّ ناصره ، ويبقى الغلام يتفحّص برجليه حتى يموت ، قل لي بربك اي حرب برزت فيها ربات الحجال الى القتال واشتبكت مع الرجال وحملت على الابطال بعمود الخيمة.
قل لي بربّك أيّ حرب منع فيها العدو الماء حتى عن النساء والأطفال فانّ الطاغي معاوية (٢) وان سبق الى ذلك في صفين ولكن لم يكن في معسكر اميرالمؤمنين عليهالسلام سوى الرجال ، قل لي بربك أي حرب حملت الرؤوس فيها على اطراف الرماح يطاف بها من بلد الى بلد ، فانّ الجبت والطاغوت معاوية وان حمل اليه رأس الصحابي الجليل عمرو بن الحمق الخزاعي وهو اول راس حمل في الاسلام ولكن ما حمل على الرمح ولاطيف به في البلدان.
قل لي بربك أيّ حرب في الاسلام بل وفى الجاهلية حملت فيها المخدّرات المصونات مع أطفالهن مسبية بتلك الصورة المهولة من بلد الى بلد ولو أردنا ان نحصى ونستقصى الفظائع التي اقترفتها يد الاثم والعدوان في حادثة الطف وذيولها تلك الفظائع التي خرقت النواميس ومزقت القواميس ولا ينطبق عليها أيّ حكم
__________________
(١) هو عبدالله بن الحسن عليهالسلام كان له احدى عشر سنة.
(٢) انظر الى مخازى ابن آكلة الاكباد وصحائف تاريخه السوداء في الجزء العشر من الاثر الخالد « الغدير » للعلامة الاميني رحمهالله والنصايح الكافية وغيرها.