للمبدء المقدس ، ولانكون بهذا قد أسانا الى الدين بل أحسنّا اليه حيث جعلناه فوق نفس الامام المعصوم وأنه يفدى بأعز النفوس ، ومن الغريب قولك على قولنا ان العادة العربية دفعت بالحسين عليهالسلام أن يصحب أولاده ونسائه معه مستميتا في سبيل الكرامة والشرف ، فقلتم ان التعاليم الاسلامية حرمت المرأة مخالطة الرجال وسماع أحاديثهم الامن وراء حجاب ، أليس من الغريب أن تقول وأنت بهذه الثقافة : ان الدين الاسلامى حرّم المرأة من مخالطة الرجال فتجعل ذلك وصمة شنعاء ولطخة سوداء في جبين الدين الاسلامي ؟ كيف يقال هذا وهذه الصدّيقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت مشرّع الدين الاسلامي خطبت في المسجد النّبوي في حشد المهاجرين والانصار تلك الخطبة البليغة الغرّاء التي تستغرق مايقرب من ساعة وكلّهم يسمعون ويشهدون ؟ وهذه عايشة مازالت مدة عمرها تخطب وتحدث الرجال بالاحاديث النبوى واذا نظرت الى كتب صحح اخوانا العامّة تجد الربع او الثلث تقريبا ينتهى سنده الى عائشة ، حتى نسبوا الى النبي صلىاللهعليهوآله قال : خذوا ثلث دينكم من الحميراء ، وهل اول جواز الاختلاط من أنها قادت جيشا جرّاراً وجنداً قهارا الى حرب البصرة حاربت أميرالمؤمنين عليهالسلام ومعه اعاظم أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله من الانصار والمهاجرين ؟ دع عنك هذا وراجع كتاب ( بلاغات النساء ) وأمثاله وانظر الى النساء اللاتي كنّ يخطبن في الجيوش في صفين ويحرضن أهل العراق على حرب اهل الشام ، وانظر الى كلام الوافدات (١) على معاوية بعد أن تم الامر له. وكيف كانت تلك النسوة أجرء من اللبوة وأقوى قلبا من الصخور ،
__________________
(١) مثل كلام سودة بنت عمارة بن الاشتر الهمدانية ، وآمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي رحمهالله التي حبسها معاوية سنتين ، انظر الى بلاغات النساء لابن طيفور واعلام النساء لعمر رضا كحالة وامثالهما من الكتب.