او سبعون ألف وان علي بن الحسين عليهما السلام لما رجع الى المدينة امتنع عن الطعام والنام الى ان قضاها عن أبيه ، والخلاصة ان الزهد هو قطع العلاقة عن الدنيا وعن حب المال لاعدم وجود المال ، وليس الزهد هو لبس الثياب الممزّقة والاطمار المرقعة والمآكل الخشنة ، اسمح لي ان اقول لك : ان اكثر الناس لايعرفون من حقيقة الزهد شيئاً ، والمواكب العظيم الذي سارفيه الحسين عليهالسلام من الحجاز الى العراق وسقى في قفر الارض بحرّ الهجير ألف فارس وألف فرس (١) أعظم وأفخم من قضية الثياب الخمسة.
أما زيد بن ارقم وقوله ارفع عودك عن هاتين الخ ... فلعل تقبيل رسول الله شفتي الحسين عليهالسلام من جهة انه تعالى أعلمه أنهما موضع ضرب يزيد وابن زياد الذين قرعوا ثغر الحسين عليهالسلام بالخيزرانة. (٢)
واما حديث : نحن اسرار الله المودعة الخ ... فحيث انه من الاسرار التي لايليق افشاؤها مضافا الى ضيق المجال وطول المقال فالاجدر عدم الخوض فيه ونسأله تعالى ان يعصم افهامنا واقلامنا من الهفوات ، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
__________________
(١) اشارة الى قضية الحر رحمهمالله ولقائه مع سيدالشهداء عليهالسلام ومنعه الامام عليهالسلام من الدخول الى الكوفة = مذكورة في كتب التواريخ والمقاتل.
(٢) نقل العلامة الزمخشرى قضية زيد بن ارقم مع ابن زياد بهذه الصورة قال في الفائق ما هذا لفظه : ابن زياد لعنه الله ـ دخل عليه زيد بن ارقم وبين يديه رأس الحسين ـ عليه وعلى ابيه وجده وامه وجدته من الصلوات أزكاها ومن التحيات انماها ـ وهو ينكته بقضيب معه فغشى عليه ، فلما أفاق قال له : مالك يا شيخ ؟ قال : رأيتك تضرب شفتين طالما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقبلهما. فقال ابن زياد لعنه الله : اخرجوه فلما قام ليخرج قال : ان محمّديكم هذا لدحداح.انظر الفائق ، ج ١ ، ص ٣٩٢ ، مصر ١٣٦٤ ه.