وانه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر من يملاء الارض قسطا وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجوراً ؛ (١) هنالك تظهر حكمة الصنع وفائدة الايجاد ، والغرض الصحيح من الابداع والتكوين ويستبين أن هذه العوالم المتقدمة والشرور المتطرّفة كلها مقدمات وتمهيدات لظهور دولة الحق ، وقمع دولة الباطل ، هنالك يعرف كل انسان صدق قوله تعال : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ... الاية ، وقوله عز من قائل : كتب الله أنا ورسلي ، ذلك حيث يظهر مهدي الامم ، وجامع الكلم ، والحق الجديد ، والعالم الذي علمه لايبيد. (٢)
__________________
(١) قال امام المفسرين الشيخ الطبرسى رحمهالله في مجمع البيان : روى الخاص والعام عن النبي صلىاللهعليهوآله انه قال : لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا صالحا من اهل بيتي يملا الارض عدلا وقسطا كما قد ملئت ظلما وجورا. وقدا ورد الامام ابوبكر احمد بن الحسين البيهقي في كتاب البعث والنشور اخبارا كثيرة في هذا المعنى حدثنا بجميعها عنه حافدة ابوالحسن عبيدالله بن محمّد بن احمد في شهور سنة : ثمانى عشرة وخمسمائة (ا ه) انظر ج ٤ ، ص ٦٧ ط صيدا.
الاحاديث والاخبار في حق المهدى المنتظر (عج) بطرق اهل السنة والشيعة متواترة مضافا الى ان وجود المهدى سلام الله عليه من ضروريات مذهب الشيعة الامامية واحاديث اهل البيت عليهمالسلام به متواترة والعجب بعد ذلك من ابن خلدون المغربي وأمثاله من المخالفين النواصب = أعداء اهل البيت عليهمالسلام وأعداء القرآن = حيث نقل في مقدمته المشهورة من الروايات المتواترة الواردة من طرق اهل السنة ثم اخذ يستشكل في اسنادها ورواتها مع ان المحقق في اصول الفقه ان الحديث اذا بلغ الى حد التواتر لاينظر فيه الى الاسناد والرجال الراوين لذلك الحديث ولا يلاحظ احوال الناقلين له لعدم الحاجة الى ذلك بعد حصول العلم الضرورى بسب التواتر.
(٢) قال تعالى : « فذكر بايام الله » سورة ١٤ آية : ٥ = يستفاد من احاديث اهل البيت عليهمالسلام ان من ايام الله ايام ظهور الدولة الحقة بفيام مهدى هذه الامة = تلك الايام التي يصل رقى البشر فيها الى اوج الكمال لايكون فيها شرك ولا نفاق والعالم كلها عدل وايمان وتوحيد وصلاح ولذلك نسبت تلك الايام الى الله تعالى مع ان الايام كلها لله ولامعبود سواه. انظر تفسير البرهان للسيد البحرانى رحمهالله ، ج ٢ ، ص ٣٠٥ ، ط طهران ١٣٧٥ ه.