فأنا أرشدك الى شاهد ثبت لعلك تقنع به ، وتعرف منه أن لقب الوصى لعلّي عليهالسلام أشهر ـ كما يقولون ـ من الشمس في رائعة النهار ، هو المسطور في آخر مجلد من لسان العرب لابن منظور المصري تحت مادّة « وصى » أنظر هناك واعجب (١) ثم ليت شعري من اين ثبت عندك أن عليا عليهالسلام لم يرض به في حياته ؟
وهذا ( نهج البلاغة ) مشحون بما يدلّ على ذلك ، وغير المنهج من خطبه وكتبه.
__________________
(١) قال امام ائمة اللغة جمال الدين محمّد المعروف بابن منظور الافريقي المصري الانصاري المتوفى (٧١١) ه في كتابه الكبير النفيس « لسان العرب » ما هذا لفظه :
قيل لعلي عليهالسلام « وصى » لاتصال نسبه وسببه وسمته بنسب سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وسببه وسمته ( قلت ) كرم الله وجه اميرالمؤمنين على وسلم عليه هذه صفاته عند السلف الصالح رضي الله عنهم ويقول فيه غيرهم لولا دعابة فيه وقول كثير.
تخبر من لاقت انك عائذ |
|
بل العائذ المحبوس في سجن عارم |
وصى النبي المصطفى وابن عمه |
|
وفكاك اغلال وقاضى مغارم |
انما اراد ابن وصي النبي وابن ابن عمه وهو الحسن بن علي او الحسين بن علي رضى الله عنهم فاقام الوصى مقامهما الا ترى أن عليا رضي الله عنه لم يكن في سجن عارم ولاسجن قط قال ابن سيدة انبأنا بذلك ابوالعلاء عن ابى على الفارسى ولاشهر انه محمّد بن الحنفية رضي الله عنه حبسه عبدالله بن الزبير في سجن عارم والقصيدة في شعر كثير مشهورة والممدوح بها محمّد بن الحنفية (ا ه) انظر لسان العرب ، ج ٢٠ ، ص ٢٧٤ ، ط مصر. وقد خاطب رسول الله ـ اميرالمؤمنين ـ في صدر الاسلام بلقب ( الوصي ) وذلك حينما نزلت آية وانذر عشيرتك الاقربين وجمع رسول الله صلىاللهعليهوآله اعمامه وعشيرته وتكلم فقال : يا بني عبدالمطلب انى والله ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بافضل ممّا قد جئتكم به قد جئتكم بخير لادنيا والاخرة وقد امرنى الله تعالى ان أدعوكم اليه فايكم يوازرني على هذا الامر على ان يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ، فاحجم القوم عنها جميعا قال اميرالمؤمنين عليهالسلام وقلت اني لاحدثهم سنّاً وارمصهم عينا واعظمهم بطناً واحمشهم ساقا انا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا قال : فقام القوم يضحكون فيقولون لابي طالب قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع. وقد اجمع المؤرخون على نقل هذه القضية في كتب التواريخ انظر تاريخ الكامل لابن الاثير ج ٢ ، ص ٢٢ ، ط مصر وتاريخ الطبري ج ٢ ، ص ٢١٦. وغيرهما من الكتب المعتبرة يطول الكلام بذكرها.