ودفع توهّم الحرمة ، او أن الضرورة وشدة الحصر دفعه الى ذلك لدفع الضرر ، كما ورد في بعض الاخبار : « بل ولو على ظهر حمارك » أي اذا حصرك البول. وبالجملة اذا قطعنا بصدور العمل منه يلزمنا التأويل.
أما بمثل هذا الخبر الضعيف السند المضطرب المتن ، السخيف المعنى والمبنى فنضرب به الجدار ، ومن أصرّ عليه فلاذوق له ، وان أبى فهو حمار ، وقد روى البخاري بنفسه ضد هذا الخبر سنده عن ابن طاووس عن ابن عباس : أن رسول الله صلىاللهعليهوآله مرّ على قبرين فسمع منهما أنينا فقال : ان صاحبيهما ليعذّبان وما يعذبان عن كبيرة ، أما أحدهما فكان لايستتر ببوله وأما الاخر فيمشى بالنميمة.
وفي بعض الاخبار التي رواها في بول النبي صلىاللهعليهوآله أن حذيفة كان الى جنب النبي صلىاللهعليهوآله لما بال وهو قائم ، والقصارى ان هذا الخبر يشهد بكذبه العقل والعرف والذوق والاحاديث الكثيرة ، فان قنع صاحبك بهذا كله فالحمدلله على الوفاق ، والاّ فانك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.