فان يك آدم أشقى بنيه |
|
بأمر ماله منه اعتذار |
ولم ينفعه بالاسماء علم |
|
ولانفع السجود ولاالحوار |
فيالك أكلة مازال منها |
|
علينا نقمة وعليه عار |
وزاد فيلسوف المعرّة (١) على ذلك في عدة مقاطيع من لزومياته بمثل قوله مخاطبا بني آدم :
أكان ابوكم آدم بالذي أتى |
|
نجيبا فترجون النجابة للنسل |
ولكن تلطف المتنبي (٢) وابدع في تقريع أبيه أبي البشر ونبزه بالمعصية حيث يقول على لسان حصانه.
ابوكم آدم سن المعاصي |
|
وعلّمكم مفارقة الجنان |
نعم والتأويل في قضية عصمة الانبياء لابد منه في القرآن ولامحيص عنه والآيات الظاهرة في ارتكاب الانبياء للمعصية كثيرة سيّما في حق نبينا سيّد الانبياء صلوات الله عليه وآله مثل :
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر ، وللجميع وجوه من التأويل معقولة ومقبولة.
__________________
(١) ابوالعلاء المعري المتوفى (٤٤٩) ه
(٢) ابوالطيب احمد الكوفي الشاعر المشهور ب ( المتنبي ) ولد سنة : (٣٠٣) ه كان يتحقق بولاء اميرالمؤمنين عليهالسلام تحققا شديدا وله فيه قصائد سماها العلويات توفى سنة : (٣٥٤) ه مقتولا ـ راجع الكنى والالقاب للمحدث القمي رحمهمالله ج ٣ ، ص ١١٧ ط صيدا. نقلاً عن كتاب « نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر » ومن شعره كما في الكنى والالقاب :
أبا حسن لو كان حبك مدخلي |
|
جهنم كان الفوز عند جحيمها |
وكيف يخاف النار من بات موقناً |
|
بأن أميرالمؤمنين قسيمها |
وقد نسبهما الشيخ الاعظم الشيخ البهائى قدس سره في الكشكول الى الصاحب بن عباد رحمهالله تعالى مع تغيير يسير في بعض الفاظهما ـ انظر ص ٢٠٠ طبعة سنة ١٢٩٦ ه ق والله العالم.