والحسين عليهالسلام رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمّة ووسيلة الوسائل والشفيع الذي لايرد وباب الرحمة الذي لايسدّ. (١)
وانّي أقول انّ حق الأمر وحقيقة هذه المسألة انما هو عند الله جلّ وعلا ولكن هذه الأعمال والافعال ان صدرت من المكلّف بطريق العشق الحسيني والمحبّة والوله لأبي عبدالله عليهالسلام على نحو الحقيقة والطريقة المستقيمة وانبعثت من احتراق الفؤاد واشتعال نيران الأحزان في الاكباد بمصاب هذا المظلوم ريحانة الرسول صلىاللهعليهوآله المصاب بتلك الرزيّة بحيث تكون خالية ومبرّاتاً من جميع الشوائب والتظاهرات والأغراض النفسانيّة فلا يبعد أن يكون جائزاً بل يكون حينئذ من القربات وأجلّ العبادات وعلى هذا يحمل ما صدر من الاعمال ونظائر هذه الافعال من أهل بيت العصمة والطهارة عليهمالسلام مثل ما نقل عن العقيلة الكبرى والصدّيقة الصغرى زينب عليهاالسلام من « أنها نطحت جبينها بمقدّم المحمل حتّى سال الدم من تحت قناعها » ومثل ما ورد فى زيارة الناحية المقدّسة في وصف مخدّرات أهل البيت سلام الله عليهم « للشعور
__________________
(١) وقد خدم « ع » الدين بنهضته المقدسة واحيى التوحيد في العالم بتلك التضحية العظيمة ولولا شهادته لم تقم للاسلام قائمة فان الاحقاد القديمة من بني امية وتلك الضغائن الخبيثة من تلك الشجرة الملعونة نهضت على محو الدين الاسلامي الذي ظهر من اسرة عريقة بالمجد والشرف اعني البيت الهاشمي البازغ منهم شمس الرسالة والنبوة فلو ارخينا عنان القلم نحو الوجهة التاريخية وما كان للامويين من النيّات الممقوتة في هدم الاسلام لخرجنا عن الغرض المقصود في هذه الرسالة وهي ترجمة الكلمات المترشّحة من قلم سماحته رحمهالله. ولكن استطيع ان اقول أيها القارى العزيز على الاجمال : ان بني امية سلكوا في سياستهم الغاشمة في عدم الاسلام ونسفه المسلك والشرعة التي علمها لهم رئيسهم ورئيس المنافقين والزنادقة أبوسفيان ـ في تلقينه لهم تعاليمه الجاهلية ونزعاته الاموية حين دخل على عثمان بعد ان ولى الخلافة وخاطبهم بكلامه المعلن بكفره ونفاقه وقال : ( يا بني امية تلقفوها تلقف الكرة والذي يحلف به ابوسفيان ما زلت ارجوها لكم ولتصيرن الى صبيانكن وراثة ) وقال لعثمان : ادرها كالكرة واجعل اوتادها بني اميّة فانماه والملك ولا ادري ما جنة ولانار. واتى قبر حمزة سيد الشهداء رضياللهعنه فركله برجله ثم قاله : يا حمزة ان الامر الذي كنت تقاتلنا عليه بالامس قد ملكناه اليوم وكنا أحق به من تيم وعدى.