الطعام ، وبذل الزاد لاشباع الجائع ، ودفع كضّة النهم ، والقرم فانّه قد يمرّ على البدوي في الصحراء الشهر او الشهرين لايذوق فيها طعم اللحوم ، ولايشمّ قتار الدسوم على أنّ الشارع ببركة ما اوجب على أغنياه المسلمين في الحجّ الى تلك المشاعر ، والشعائر ، وما ينفقون فيها من الاموال الطائلة قد صبّ عليهم البركة صبّاً وملاء جيوبهم بالنقود ـ فاوجب الاضاحي ـ تكميلا للغاية ، واتساعاً فى المنفعة واستقصاء في الاخذ بأسباب الجود ، وعموم الكرام ولعل هذا هو السرّ أو بعض المصالح والحكمة التي نظرت اليها العناية العليا والرعاية الازلية حتى صارت القرابين والاضاحي من النواميس المقدسة في أكثر الشرائع والاديان ، وحثت على الاكثار منها ولان كان ها بالغاً مرتبة الرجحان في سائر الاقطار والبلدان فهو للحجاز ولاسيما البيت الحرام ، وهو بواد غير ذي زرع ، ولاسبد ، ولا لبد ينبغي بل يلزم أن يكون بحد الوجوب ، وهكذا كان الامر من لدن حكيم عليم ؛ نعم يلزم على أولياء الامور في تلك المشاعر التنظيم والعناية بما يستوجب الانتفاع بتلك الذبائح ، ودفع مضارها أو بيع مالا يمكن الانتفاع منه الا بالاحتفاظ به بعمل وتدبير كجلودها واصوافها فيلزم اصلاحه أولا ثم بيعه وتوزيع ثمنه على الفقراء أو المصالح العامة باجازة حاكم الشرع أو الحاكم العادل.