اوائل سورة التحريم ، وفى قضية الزوجتين اللّتين أودعهما النبي صلىاللهعليهوآله سرّاً فاظهرتاه والمرأة مهما كانت رخوة العنان ضعيفة الكتمان ولكن أراد النبي صلىاللهعليهوآله أن يصهرهنّ في بوتقة الامتحان حتّى يظهر الذهب الخالص من المزيف ، وعلى كلّ حال فقد اظهر الله جلّ شأنه لنبيّه في تعدّد الزوجات معجزتين : الاولى : في داخليته وعدّله المستمرّ بينهن أكثر من عشر سنين.
الثانية : وهي اكبر آية واعظم اعجازاً واسطع برهاناً ذاك انّ من يستقرأ سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد هجرته من وطنه البيت الحرام الى مصيره الأخير ـ يثرب يجده في هذه السنوات الأخيرة من عمره الشريف كالرجل الفارغ البال من أثقال العيال ، يجده كالوداع الأمن والهادىء المطمئنّ كأنّه لاعلاقة له بشيىء من النساء ولا واحدة فضلا عن المتعدد ، فهو قائد جيش ومشرع احكام وامام محراب
__________________
وهي مولاة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسريته وهي ام ولده ابراهيم بن النبي صلىاللهعليهوآله وكانت ام مارية رومية وكانت مارية بيضاء جعدة جميلة فاهداها المقوقس صاحب الاسكندرية الى رسول الله صلىاللهعليهوآله سنة (٧) ه ومعها اختها سيرين وألف مثقال ذهبا وعشرين ثوابا ليناً وبغلته ( دلدل ) وحماره ( عفير ) ومعهم خصى يقال له : ما بورو هو شيخ كبير وبعث كل ذلك مع حاطب بن ابي بلتعة وعرض حاطب على مارية الاسلام ورغبها فأسلمت ورغبها فيه فأسلمت وأسلمت أختها واقام الخصى على دينه حتى أسلم بالمدينة في عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله فاعجب رسول الله صلىاللهعليهوآله بمارية وانزلها بالعالية وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يختلف الهيا هناك وضرب عليها الحجاب وفي ذى الحجة من سنة ثمان للهجرة ولدت مارية ابراهيم فدفعه رسول الله صلىاللهعليهوآله الى أم بردة بنت المنذر بن زيد بن النجار فكانت ترضعه وقالت عائشة : ما غرّت على امرأة الاّ دون ما غرّت على مارية وذلك أنها كانت جميلة من النساء جعدة وأعجب بها رسول الله صلىاللهعليهوآله علمة النهار والليل عندها حتى فرغنا لها فجزعت فحولت الى العالية فكان يختلف اليها هناك فكان ذلك أشد علينا ثم رزق الله منها الولد وحرمناه منه قلت اني أتعجب من غيرة عائشة على مارية كما أن من العجب حقدها على الصديقة الطاهرة فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان من جراء ذلك أنه توفيت فاطمة عليهاالسلام فجاء نساء رسول الله صلىاللهعليهوآله كلهنّ الى بني هاشم في العزاء الاّ عائشة فانها لم تأت واظهرت مرضاً ونقل الى علي عليهالسلام عنها ما يدل على السرور راجع اعلام النساء لعمر رضا كحالة ، ج ٢ ، ص ٨٥٢ دمشق.